هناء العبودي
من اصدارات بيت الحكمة ومن تأليف الدكتور رضا هادي عباس لسنة2020، الكتاب يتحدث عن الحاجة العلمية والضرورية والماسة الى دراسة التاريخ الأندلسي من فجره الى أفوله (711 - 1614م) وما كان للأندلس من إسهام حضاري في تاريخ الحضارة الإنسانية .
على أرض الأندلس (اسبانيا والبرتغال) إذ اشترك المسلمون والنصارى واليهود في بناء دولة كانت من أقوى دول اوروبا، هابها الجميع واسترضاها القاصي والداني، وإن كانت الاندلس فتحت حربا او سلما فإنها استمرت على المساواة والتسامح، ونهضت بفضل شعوبها الذين صنعوا الثروة الاقتصادية الهائلة اعتمادا على الزراعة والصناعة والتجارة، فسُقيت من ينابيع المشرق الاسلامي ما كان كافيا لبناء حضارة فذة تطورت وازدهرت بمرور الزمن، فأصبحت قرطبة واشبيلية وغرناطة وطليطلة وسرقسطة وغيرها من القواعد الاندلسية، مراكز حضارية نهل منها الجميع، وقامت على علومها من اليونان والمشرق الاسلامي والاندلسي دعائم عصر النهضة الاوروبي .
وباتت قرطبة في أوج عظمتها (زينة الكون) و (جوهرة العالم) فاغتسل أهلها بـ (900) حمام، وتوجهوا بالصلاة والفكر في (400) مسجد مستضيئين بآلاف القناديل المصنوع بعضها من الفضة الخالصة، وسار أهلها على شوارعها الموصوفة في أمان لم يتكرر بعدها في أية بقعة من بقاع العالم خلال العصور الوسطى الاوروبية (476 - 1492م).
وهذا الكتاب الموسوم (في التراث الاندلسي) استذكارا لمرور أربعة قرون على إخراج الموريكسيين. لتوضيح محنتهم ومعرفة مدى تأثير هجراتهم الى بلاد المشرق والمغرب واوروبا، وان تكون دراسة الماضي من أجل تفسير الحاضر وفهمه واستشراف المستقبل .
الكتاب يتضمن مقدمة وتمهيدا مع أربعة محاور تاريخية؛ الثلاثة الاولى منها بحوث ودراسات شاركت في مؤتمرات علمية داخل العراق وخارجه ونشرت في مجلات محكمة وجميعها موثقة بالمصادر والمراجع الوصفية والتحليلية.
أما المحور الرابع من الكتاب فقد تطرق الى الإسهام الحضاري للأمازيغ (البربر) في الاندلس منذ الفتح على يد القائد طارق بن زياد وحتى الشتات الموريسكي، ويذكر الباحث دكتور رضا هادي عباس أنه قامت دولتان في الاندلس بقيادة الأمازيغ؛ هما المرابطون والموحدون والتاريخ شاهد على مجريات الأحداث، وتطرق الكتاب أيضا الى أهم الأسر الإسلامية الحاكمة في الاندلس، فضلا عن دراسة وتحقيق لمخطوطتين اندلسيتين، وثلاثة بحوث مترجمة عن الانكليزية والاسبانية.