طهران تدرس الرد على {الاعتداء} وساسة يطالبون بموقف لبناني
الرياضة
2020/07/25
+A
-A
بيروت / جبار عودة الخطاط
في حادثٍ بالغ الخطورة كان يمكن أن يتسبب بكارثة تودي بحياة أكثر من 120 شخصاً من الجنسيتين اللبنانية والإيرانية،اعترضت ليل الخميس مقاتلتان أميركيتان طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة "ماهان إير".ووفقاً لمصادر أمنية سورية أن طائرتين حربيتين لسلاح الجو الأميركي اعترضتا "بشكل استفزازي خطير" طائرة مدنية إيرانية عند بلوغها منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية وتحديداً في منطقة ما يسمى بالـ 55 كم الذي تفرضه واشنطن كمنطقة عسكرية تخضع لسيطرتها في محيط القاعدة الاميركية هناك، وهي منطقة ينشط فيها الطيران الأميركي ولا يتسنى للمضادات الجوية السورية فيها أن تعمل كما أن الطيران الروسي لا يطلق فيها طلعاته الجوية.
هبوط سريع
وشددت المصادر على أن المقاتلتين الأميركيتين عمدتا الى الطيران المفاجئ قريباً من الطائرة المدنية الإيرانية، الأمر الذي اضطر قبطانها إلى الهبوط بسرعة فائقة من الارتفاع الذي كانت تحلّق فيه كمسار لها في الأجواء السورية، وهبطت بشكل مفاجئ إلى مستوى أدنى من الارتفاع، ما عرّض سلامة الطائرة وركابها للخطر، حيث وقع جراء ذلك عدد من الجرحى مع حالة من الهلع والقلق الشديد الذي انتاب ركاب الطائرة، موضحةً أن الطائرة أكملت طريقها إلى بيروت، حيث حطت بأمان في مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية، وفور ذلك تم استدعاء فريق إسعاف طبي الى المطار لمعاينة حالة ركاب الطائرة ونقل المصابين منهم الى مستشفى الرسول الأعظم الواقع في طريق المطار في بيروت.
إصابات الركاب
في حين أكد المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت فادي الحسن أن "حركة الملاحة الجوية في المطار تسير بشكل طبيعي و "أن الطائرة الإيرانية وصلت المطار بسلام عند الثامنة والنصف مساءً بعد نجاتها من حادث اقتراب مقاتلتين أميركيتين في المجال الجوي السوري وأن "جميع ركاب الطائرة الإيرانية التي هبطت في مطار بيروت قد غادروا الطائرة مع وجود بعض الإصابات التي تم نقلها للمستشفى".
الى ذلك نفى لـ"الصباح" مصدر طبّي لبناني ما أوردته وكالة إرنا الإيرانيّة عن وفاة أحد المصابين في حادثة طائرة ماهان، مؤكداً أن الراكب المذكور والذي كان أحد المصابين جراء الحادث الذي تعرضت له الطائرة الإيرانية تم تحويله من مستشفى الرسول الأعظم الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، ليصار الى إجراء فحص الـ pcr الخاص بفايروس كورونا كما علمت "الصباح"ان على متن طائرة "ماهان" الإيرانية المتّجهة إلى بيروت، جثمانا لامرأة لبنانية، كانت قد وافاها الأجل إثر حادث مرور في طهران وإن جميع الركاب بخير باستثناء بعض الإصابات ومن جملتهم أحد الركاب لبناني الجنسية حرصت السلطات اللبنانية المعنية على الإبقاء عليه في مقعده داخل الطائرة، لأكثر من ساعة بعد هبوطها ، في انتظار وصول فريق طبي متخصص لنقله إلى المستشفى بسبب تعرضه لإصابة بالغة في عموده الفقري نتيجة الهبوط المفاجئ في ارتفاع الطائرة عند حصول الحادث.
تجنب الاصطدام
إيران بدورها أعلنت وعبر وكالتها الخبرية الرسمية أن طائرتين حربيتين اقتربتا من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري، مما دفع الطيار إلى تغيير الارتفاع سريعا لتجنب الاصطدام، وهو ما تسبب في إصابة عدد من الركاب، بينما صرح قائد الطائرة التابعة للخطوط الجوية "ماهان إير" بأنه خلال تواصله مع المقاتلتين للحفاظ على مسافة الأمان، أبلغه الطياران بأنهما أميركيان وكشف التلفزيون الرسمي الإيراني عن أن المقاتلتين اقتربتا حتى 100 أو 200 متر من طائرة الركاب، واصفا الحادثة بأنها "مغامرة أميركية".
وأشار إلى إصابة عدة ركاب، إضافة إلى إصابة عدد من طاقم الطائرة بجراح وصفت بالطفيفة.
إيران تتحقق
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، فأكد من جانبه "أن تفاصيل حادثة اعتراض الطائرة المدنية الإيرانية فوق الأجواء السورية قيد الدراسة و التحقيق" مضيفاً أنه "بعد استكمال المعلومات حول الاعتراض، سنتخذ الخطوات السياسية والقانونية اللازمة"، مشيراً إلى أن "سفير إيران في الأمم المتحدة، أبلغ الأمين العام أن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن أي نتائج تتمخض عنها حادثة الإعتداء، كما تم إبلاغ الرسالة ذاتها للسفير السويسري في طهران وشددت وزارة الخارجية الإيرانية، على انها ستدرس تفاصيل حادثة طائرة "ماهان" المدنية لاتخاذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية بعد اكتمال المعلومات بشأنها".
تسجيل صوتي
وفي خط متواز أكدت مصادر مطلعة تواصلت معها " الصباح" أنه" لم تكن على متن الطائرة ضمن الركاب أية شخصية عسكرية أو سياسية" وان ركاب الطائرة هم من الإيرانيين واللبنانيين، بينما
روت إحدى المسافرات على متن الطائرة الإيرانية التي تعرضت لمضايقة في الاجواء السورية من قبل مقاتلات أميركية في تسجيل صوتي انّ "طائرة حربية اقتربت منا بشكل خطير يصل الى مسافة المئة متر، فلجأ قبطان الطائرة الايرانية للهبوط بشكل مفاجئ، مما أدى لإصابة عدد من الركاب بجروح، خصوصا اولئك الذين لم يكونواقد أحكموا حزام الأمان في مقاعدهم".
خرق إسرائيلي
وفي خرق فاضح للأجواء اللبنانية قامت طائرتا استطلاع إسرائيليتان بتنفيذ طيران دائري على جنوب لبنان قبل أن تعودا أدراجهما.
وصدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان جاء فيه:"خرقت طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي، بتاريخ 23 /7 /2020 الساعة 11.00، الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق الجنوب، ومن ثم غادرت الأجواء عند الساعة 13.55 من فوق بلدة رميش.
وفي الساعة 11.05، خرقت طائرة عدوة مماثلة الأجواء اللبنانية من فوق بلدة عيترون، ونفّذت طيرانا دائريا فوق مناطق الجنوب ومن ثم غادرت الأجواءالساعة 12.05 من فوق بلدة الناقورة"
في وقت تشهد فيه الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة المتاخمة لجنوب لبنان حالة استنفار بين صفوف الجيش الإسرائيلي المرابط في نقاطه المنتشرة في عدة مناطق هناك في إعقاب الإعلان الرسمي من قبل حزب الله عن مقتل أحد عناصره في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط مطار دمشق الاثنين الماضي.
حيث أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ارسال تعزيزات عسكرية الى الحدود الجنوبية المتاخمة للبنان، في حين أن الانباء الواردة تشير الى ان القوات الاسرائيلية تعيش حالة ترقب في المنطقة.
تعليق أميركي
وفي أول تعليق لها حيال ما حصل للطائرة المدنية الأيرانية في سماء سوريا أكدت (القيادة المركزية الأميركية الوسطى) ، "أن مقاتلة من طراز "إف 15" اقتربت من الطائرة الإيرانية للتحقق من هويتها ولضمان أمن القوات الأميركية بقاعدة التنف بسوريا".
وأوضحت القيادة المركزية" ان المقاتلة اف 15 قامت بمهمة جوية روتينية في منطقة قوات التحالف في محافظة تنف في سوريا واقتربت من طائرة "ماهان" المدنية على مسافة آمنة تبلغ نحو 1000 متر لتتمكن من
رؤيتها".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في بيان لها، أنها ستدرس تفاصيل حادثة طائرة "ماهان" المدنية لاتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية بعد اكتمال جميع
المعلومات.
المطالبة بموقف لبناني
وفي لبنان حيث حطت الطائرة الإيرانية أكد رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان، امس الجمعة " ان قيام طائرات حربية أميركية بالتعرض لطائرة ركاب مدنية إيرانية متجهة الى لبنان فوق الأجواء السورية، يشكل عدوانا واضحا وصريحا وعملا خطيرا يضع المنطقة والعالم، في مهب رعونة الإدارة الأميركية التي باتت تشكل خطراً على الأمن
العالمي" . ودعا ذبيان الى" موقف لبناني رسمي واضح يدين تعريض حياة عدد من المواطنين اللبنانيين للخطر، والى تأكيد موقف لبنان الرافض للسلوك الاميركي الذي من شأنه أن يجر المنطقة الى مواجهة مفتوحة". وأكد" ضرورة أن يقوم مجلس الأمن بوضع حد للسلوك الاميركي الهستيري الذي وصل الى مرحلة من اليأس بعد فشل مشروعه في المنطقة، ما دفعه للقيام بخطوات استفزازية قد تؤدي الى نتائج لا يمكن لأحد أن يدرك عواقبها في ظل المشهد العالمي
المضطرب".