من يناقش؟ .. من يستجيب؟!

الرياضة 2020/07/27
...

علي رياح
 
آراء ثلاثة تبدو متباعدة، تسبق الاجتماع الذي ستعقده الهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي، وهو الاجتماع الذي يحمل الأهمية في التوقيت بصرف النظر عن النوايا والاتجاهات وما يمكن أن يتمخض عنه.
الرأي الأول مصدره قناعة الجهات المهيمنة على الرأي في الهيئة العامة بأنها يجب أن تتحرك قبل أن يكون النظام الداخلي الجديد موضع مصادقة الفيفا، فلن تكون لديها القدرة بعد ذلك على التغيير إلا بشق الأنفس.. وربما لن يتحقق مثل هذا التغيير إلا في الأخيلة والأحلام .. أو حتى الأوهام!
الرأي الثاني منبعه الهيئة التطبيعية نفسها التي رفعت شعار الإصلاح والتغيير بما يتلاءم مع وضع جديد يجب أن تكون عليه المنظومة الكروية العراقية، بعد سنوات عديدة وطويلة مثقلة بالأخطاء القائمة مرّة على حسن النية، وقائمة مرّات على التهميش والاستحواذ والهيمنة والاستفراد بكل شيء!
أما الرأي الثالث فيسير بين الرأيين السابقين، وأصحابه يدعون إلى تغليب لغة الحوار المنطقي بعيدا عن التهديد والوعيد وفرض الإرادة سواء من قبل الهيئة العامة أو من الهيئة التطبيعية. دعاة هذا الرأي يحثـّون على إيجاد أي صلات للتقريب في وجهات النظر من دون المساس بجوهر النظام الداخلي المقترح، ومن دون عودة الجميع إلى المربع الأول وأعني به النظام الداخلي القديم الحافل بالثغرات!
واستطيع القول إن تفسير الهيئة التطبيعية على أن ما سيدور في اجتماع الهيئة العامة غير ملزم لها لأنه شأن لا يخصها.. هذا التفسير سيكون عقدة أخرى تضاف للعقد القائمة التي جعلت الطرفين بين خندقين متقابلين أشبه بما يكونان بالجبلين، لا سبيل إلى تحريكهما، فضلا عن اللقاء بينهما!
بالمقابل يجب ألا تفسر الهيئة العامة اجتماعها بأنه المنقذ لها ولنفوذها ولمصالحها المزمنة. فالتطبيعية تملك قوة الفيفا بالتفويض، وإذا انجرت إلى ما تراه تساهلات متكررة ومتتابعة، فإن ذلك سيعني بالنتيجة أنها رضخت للضغوط وأنها لم تلب تطلعات الجماهير في إحداث التغيير المنشود؟!
هذه الصورة تبدو متداخلة الملامح لمن يقرأ كلامي ولمن يستقرئ المشهد الكروي برمته. وهي بالفعل متداخلة، خصوصا أن بعض الوجوه التي عملت في الاتحاد خلال حقب ماضية لديها الرغبة في العمل مجددا، وأن مسودة النظام الجديد تحول بينها وبين ما تريد!
الرأي عندي هنا أن اجتماع الهيئة العامة سيصل إلى مواقف أو قرارات.. لكن سيكون خطأ كبيرا إذا اعتبرت الهيئة أنها هي التي تمسك بالزمام وهي التي تقرر في خاتمة المطاف.. نعم إنها تملك تأثير (الرأي) لكنها واقعا لا تملك سلطة (القرار) القطعي النهائي.. وعليها أن تتحلى بخطاب هادئ عقلاني يدعو للحوار دونما شروط!
أما الهيئة التطبيعية، فلن تكون في موضع المتنازل عن أولوياتها، إذا استمعت وناقشت واستوعبت ما يصلح من الآراء.
فالحقيقة الثابتة أننا في العراق: كل وضع جديد يتشكل يجد الضغوط من كل صوب في ظل غياب المركزية في القرار الحكومي أو الرياضي.. هذه حقيقة ستوضع في الحسبان حتما، وإلا فإننا سنصل – لا سمح الله – إلى الصدام في المواقف قبل الانتخابات وبعدها!