تتجه الحكومة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى مد جسور التعاون الاقتصادي الثنائي مع دول الجوار بهدف تنشيط التبادلات التجارية وانعاش السوق المحلية، بينما يرى خبراء ومختصون في الشأن الاقتصادي ان خطوات الحكومة لتنشيط التجارة والنقل والاستثمار مع ايران والسعودية ضرورة ملحة لخلق توازن في السوق العراقية ولدعم الاقتصاد الوطني.
وقال عضو اللجنة المالية النيابية النائب شيروان ميرزا في تصريح لـ"الصباح": ان "زيارة الكاظمي الى ايران كانت ناجحة وبمختلف المقاييس، لكونها تركزت على تفعيل الجانب الاقتصادي وفق مبدأ التعاون الثنائي وليس لدولة على حساب اخرى"، مبيناً ان "هذه الزيارة سينتج عنها تعاون كبير في مجال تنشيط التبادل التجاري والنقل وحتى الاستثمار".
خلق توازن
ولفت الى أن "الحكومة المتمثلة برئيس الوزراء تسعى لخلق التوازن في العلاقات الخارجية على المستويات كافة ومنها الاقتصادي، حيث هناك زيارة مرتقبة للكاظمي الى السعودية ومن المتوقع أن يبحث خلالها المواضيع الاقتصادية التي فيها منفعة كبيرة للعراق، نظراً لما تتمتع به السعودية من مكانة كبيرة بالعالم في الجانب الاقتصادي" .
تفعيل الاتفاقيات
واشار الى أن "الوضع الاقتصادي الذي يمر به العراق يحتم على الحكومة ان تفتح قنوات الاتصال الاقتصادية مع مختلف الدول ومن ضمنها دول الجوار، على أن يكون العراق على مسافة واحدة مع جميع الدول ويبتعد عن سياسة المحاور". واوضح ان "الكاظمي يحاول من خلال زيارته الى ايران او زيارته المرتقبة الى السعودية تعزيز العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع هذه الدول بهدف دعم النشاط الاقتصادي في البلد"، لافتاً الى ان "حجم التبادل التجاري بين العراق وايران قد يصل الى 20 مليار دولار سنوياً، الا انه يجب أن يكون تبادلاً تجارياً حقيقياً وليس استيراداً من دون تصدير بالنسبة للعراق".
التبادل التجاري
الى ذلك، اكد الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، ان "العراق يمر اليوم بازمة مالية كبيرة نتيجة افتقاره الى النظام الاقتصادي وعدم وجود قطاعات فاعلة، ما جعله سوقاً لتصريف المنتجات الاقليمية والعالمية" .
وقال الهماشي في تصريح لـ"الصباح" ان "زيارة رئيس الوزراء الاخيرة الى ايران تأتي بسبب ما يمر به العراق من ازمة اقتصادية ومالية خانقة، حيث يسعى الكاظمي لزيادة التبادل التجاري وتفعيل النشاط الاقتصادي"، مؤكداً ان "الكاظمي يعي جيداً خطورة الوضع داخل العراق بسبب تدني المستوى المعيشي للمواطن وزيادة البطالة والعجز الكبير في ميزانية الدولة وصعوبة توفير رواتب الموظفين، لذلك يحاول أن يجد توازناً في السوق العراقية ما بين دول شرق العراق وغربه".
قطاع النقل
واضاف ان "الكاظمي يحاول كسب ود الدول عن طريق البوابة الاقتصادية حيث يستفيد منها العراق وتلك الدول ايضا"، لافتاً الى ان "العراق بحاجة الى تنشيط قطاع النقل مع الجمهورية الاسلامية لان هناك تبادلاً تجارياً كبيراً و سياحياً على مستوى السياحة الدينية والترفيهية بين البلدين".
وتابع "رغم ان العراق يسعى الى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الستراتيجية الا ان طبيعة المحاصيل في العراق موسمية وليست دائمية، لذا يحاول الكاظمي أن يجعل من السوق العراقية سوقاً مستقرة لابرام اتفاقيات مع ايران او مع السعودية".
رؤوس الأموال
واشار الهماشي الى أن "الملفات التي تتصدر زيارة الكاظمي سواء كانت لايران او الزيارة المرتقبة للسعودية هي على مستوى الاقتصاد والتعليم والثقافة والامن والسياسة"، مبيناً ان "العراق بحاجة الى تعزيز العلاقات مع السعودية في الظرف الراهن نتيجة الازمة المالية ويمكن تنشيط الاستثمار من خلال دخول رؤوس الاموال السعودية الى العراق، حيث تمتلك السعودية محفظة استثمارية كبيرة في اغلب الدول سواء في اوروبا او اميركا وتركيا وغيرها".
يذكر ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجرى زيارة الى العاصمة الايرانية طهران صباح الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية على رأس وفد حكومي رفيع، ضم وزراء الخارجية والمالية والنفط والكهرباء والتخطيط والدفاع والصحة ،إضافة إلى الأمين العام لمجلس الوزراء ومستشار الأمن
الوطني.
وكان من المقرر أن يجري الكاظمي زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية الاثنين الماضي، الا انها قد تأجلت بالاتفاق بين الجانبين نتيجة دخول العاهل السعودي الى المستشفى، في ما سيحدد موعد جديد للزيارة.