يرمز (القلب الأزرق) إلى حزن من أُتجِر بهم أو بهن، وهو أيقونة حملة توعوية تنظمها الأمم المتحدة سنوياً، لتذكيرنا بوحشية من يتاجرون بالبشر بيعاً وشراءً، إذ أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار الـ 30 من تموز يوما عالميا لمكافحة الاتجار بالأشخاص في قرارها
68/192.
لا شك أن ظاهرة الاتجار بالبشر ليست جديدة، فقد كانت ظاهرة منتشرة في العصور الغابرة، لكنها اليوم تعد جريمة تقع تحت طائلة القانون الدولي والوطني، ومن المعروف أن لكل ظاهرة بيئة مشجعة ولكل جريمة ظروف مساعدة، وفي ما يخص جريمة الاتجار بالبشر فإن من أهم العوامل المؤثرة فيها الفقر والجهل اللذان يجعلان الإنسان ضعيفاً مسلوب الإرادة فيقع ضحية الاستغلال من قبل الآخرين!
يعد الاتجار بالأشخاص جريمة خطيرة وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، يمس حياة الآلاف من الرجال والنساء والأطفال ممن يقعون فريسة في أيدي المتاجرين سواءً في بلدانهم أو خارجها، ويتأثر كل بلد في العالم من ظاهرة الاتجار بالبشر، سواء كان ذلك البلد هو المنشأ أو نقطة العبور أو المقصد للضحايا. وتتيح اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية والبروتوكولات الملحقة بها، المساعدة للدول في جهودها الرامية إلى تنفيذ بروتوكول منع الاتجار بالبشر ومعاقبة المتاجرين بالأشخاص، وتعرّف المادة 3، الفقرة (أ) من بروتوكول الاتفاقية، الاتجار بالأشخاص بأشكاله المختلفة، ومن ضمنه تجنيد الأشخاص أو نقلهم وتحويلهم أو إيواؤهم بدافع الاستغلال أو حجزهم للأشخاص عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو أيٌّ من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو الابتزاز أو إساءة استخدام السلطة أو استغلال مواقف الضعف أو إعطاء مبالغ مالية أو مزايا بدافع السيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال. ويشمل الحد الأدنى من الاستغلال، استغلال الأشخاص في شبكات الدعارة وسائر أشكال الاستغلال الجنسي أو العمالة المجانية والسخرة أو العمل كخدم أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق، أو استعباد الأشخاص بهدف الاستخدام الجسماني ونزع الأعضاء.
ويمكن تلخيص مشكلة الاتجار بالبشر في المحاور الآتية:
• من أغراض الاتجار بالبشر: الاستغلال الجنسي، والسُّخرة، والتسول القسري، والزواج القسري، وتجنيد الأطفال، فضلاً عن بيع الأعضاء
الجسدية.
• تمثل النساء 49 % من ضحايا هذه الجريمة (بينما تمثل الفتيات نسبة
23 %) من إجمالي ضحايا الاتجار بالبشر.
• الاستغلال الجنسي هو أكثر ظواهر الاستغلال شيوعاً (بنسبة 59 %)، تليه السخرة بنسبة 34%!
• يُتجر بمعظم الضحايا في بلدانهم، أما الذين يُتجر بهم خارجها فينقلون إلى دول أغنى من بلدانهم، فيصبحون مستعبدين من مواطني تلك الدول التي توصف بالمتحضرة!
القلب الأزرق هو ذلك القلب الحزين الضعيف الذي أصبح سلعة تباع وتشترى في سوق الحرام، وهو ينبض في كل لحظة صراخاً صامتاً (أنا الإنسان)!.