دعوة إلى التلفزيون!

الصفحة الاخيرة 2020/07/30
...

زيد الحلّي
 
ساعات قليلة، نبارك بعضنا البعض بحلول عيد الاضحى المبارك، ورغم ان "اضحى" هذا العام يحل، في ظرف وباء كورونا، ووسط حظر شامل للتجوال ، ويكون توصيفه، كحال قول الشاعر أبو الطيب المتنبي (عيد بأي حال عدت يا عيد؟) لما فيه الكثير من الألم والأزمات النفسية والمعيشية، ما يفطر الفؤاد ويُلقي بالحزن، لكن يبقى الأمل في أن نرى المستقبل ، اكثر إشراقاً، والدعاء بأن تنجلي سحب الخوف والهلع من نفوسنا ، متطلعين الى حياة تنعم بالوفاق والصحة والسرور، فللعيد نكهة الحضور متحدية كل آهات الزمن. وهوعودةُ فرح. ونطلق كلمة (عيد) على كل يوم فيه جمع، وهو مشتق من عاد يعود، وكأنك عُدت إليه، وقيل أيضاً انه مشتق من العادة لاعتيادنا عليه وهو وقت عودة البهجة.. لكن لعيدي الاضحى والفطر خصوصية اعمق في مسميات العيد ، كونهما من مقدسات ديننا الاسلامي الحنيف. وفي هذين العيدين تُطَهر القلوبَ، وترمم النفوس، وتجدد القيم ، ونجود جميعنا بالحب واللُطف وكريم الخصال، نتشابهُ جميعنا في الامنيات والاماني.
وفي الحال الراهن، فان راحتنا النفسية نحن الكبار باتت تتمثل بالتهاني عبر الهاتف ، مع الاهل والاقارب والاصدقاء ومشاهدة التلفزيون ، والقراءة ان توفرت الكهرباء، غير ان ادوات قضاء ايام العيد عند الاطفال، تتلخص باستلام العيديات واللعب مع بعضهم البعض، او الرسم والاكثار من مشاهدة التلفزيون.
اعرف ان قولي لن يثير احداً، لان اجواء المجتمع تميل إلى الحزن لدى الكثيرين، ما يجعل المواطنين غير متفاعلين مع فرحة العيد والاستمتاع بأيامه ، وهو امر يؤدي الى الغرق في حالة الاكتئاب. آمل ان لا نبخل على أنفسنا ومن حولنا باشاعة البهجة والفرحة بالعيد، وأن نسعى الى نشر هذه الروح في اوساطنا ، ونستمر في تبادل رسائل التهنئة.
وهنا اصل الى مبتغاي من كلمتي وهي دعوة ادارات التلفزيون في العراق، الحكومية وغير الحكومية الى اعطاء اولوية كبرى للحالة النفسية التي يمر الجميع بها بسبب جائحة كورونا واخبارها المؤسفة، والحظر الشامل بسببها، وايضاً حالة تعرض العراق الى موجة حر غير مسبوقة، مطالباً بوقف البرامج ذات الحوارات السياسية التي تذكي صراعات مؤذية ، والتوجه الى اعداد برامج منوعة رصينة، ولقاءات مع المشهورين من المثقفين والفنانين والصحفيين، ومقاطع تمثيلية سريعة ذات افكار فكاهية، واغان مناسبة. وان تقتصر الاخبار على المهم، وذات نفس قصير في تحريرها ، فأهمية تلك البرامج في العيد وغير ايام العيد، بمختلف أنواعها وتوجهاتها تكمن في تقديم القيم التي تروج لها مع توسع شعبيتها ورواجها بين مختلف فئات المواطنين، كونها، تثير الجمال والإبداع والإبهار البصري التي تزخر بها في نفوس المشاهدين بعد الجفاف الذي عانوه في برامج القيل والقال والوجوه المكررة والضيوف المكررين. 
إن رسم ملامح البهجة والسرور ينسجم مع ضرورات التعامل والتفاعل مع الزمن الحاضر، باعتبار أن سعادةَ الإنسان تتحقق في ابعاد صور الظلام عنه، وان التحدي في مواجهة كورونا يتمثل في النفس المنسجمة مع ذاتها، القادرة على مواجهة هذا الوباء باتباع التعليمات الاحترازية الصحية والغذاء الجيد والمشاهدة التلفزيونية الممتعة التي تريح الأعصاب.!