توصلت دراسة طبية جديدة واسعة النطاق، قام بها فريق من العلماء والباحثين في جامعة اكسفورد، بالتعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، شملت نصف مليون بالغ من الصين، مفادها أنَّ الأشخاص الذين يأكلون الفاكهة الطازجة باستمرار ينعمون بصحة وفيرة ويكونون أكثر سلامة من الأمراض المزمنة والخطيرة عن أقرانهم الذين قلما يتناولونها أو لا يتناولونها أبداً.
فالفاكهة تعمل على خفض مخاطر الإصابة بجميع الأمراض السرطانية بنسبة تصل الى 30 بالمئة، وأمراض القلب وتصلب الشرايين والأوعية الدموية بنسبة تصل الى40 بالمئة. فكلما ازداد تناول الفاكهة، انخفضت مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.
ولاحظ الباحثون، أن سكان الصين بمختلف فئاتهم العمريَّة هم بطبيعتهم الخاطئة أقل استهلاكاً للفواكه الطازجة بشكل عام، بالمقارنة مع سكان بلدان أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر- المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأميركيَّة وفرنسا وألمانيا.
ومن المعروف ان جميع أنواع الفواكه تعدُّ مصدراً غنياً بالبوتاسيوم والألياف الغذائية ومضادات الأكسدة ومختلف المركبات الضرورية الأخرى التي تحتوي على سعرات حرارية ضئيلة أو معدومة وتكون خالية من الدهون إلا بنسب ضئيلة للغاية. كما أنَّ الاستهلاك الأكبر للفاكهة الطازجة له صلة بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري وكذلك بمضاعفاته بين سكان الصين.
ولأجل مزيدٍ من التحقق، قام الباحثون بتتبع حالاتهم على مدى سبع سنوات وفقاً لعوامل الصحة العامة للأشخاص الذين لم يكن لديهم سجل تاريخ طبي من الأمراض القلبية الوعائية أو الأدوية الخافضة للضغط عند التحاقهم بالدراسة لأول مرة.
يقول الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور دونغ دو، من جامعة أكسفورد: «العلاقة بين استهلاك الفاكهة ومخاطر القلب والأوعية الدموية هي أكبر في الصين، إذ لا يزال الكثيرون منهم لا يأكلون الفاكهة مقارنة بالبلدان ذات الدخل المرتفع. كما أنَّ هناك عاملاً آخر يضاف له، وهو أنَّ الفاكهة لا تستهلك في الصين بشكل خام تقريباً، إذ تتم معالجة الكثير منها بالمواد الحافظة للإبقاء عليها أطول فترة ممكنة ولمنع تلفها. وقد جمعت العديد من الدراسات السابقة بين الفواكه الطازجة والمعالجة.
ويضيف الدكتور دو: «البيانات المتوفرة لدينا تدل بوضوح على أنَّ تناول الفاكهة الطازجة يمكن أنَّ تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض نقص تروية القلب والسكتة الدماغية النزفية والاقفارية خاصة. فالأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك مرض نقص تروية القلب (IHD) والسكتة الدماغية النزفية والاقفارية، تعتبر السبب الرئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم وخصوصا الصين، لأن لديها نمط مختلف من الأمراض القلبية الوعائية. ولها تاريخ في أن يكون أكثر انتشاراً من أي بلد آخر في العالم. وقد أجرينا دراسة مستقبليَّة كبيرة في علم وظائف الأعضاء وعوامل الخطر المختلفة، حول ارتباط الأنواع الفرعية للسكتة الدماغية عند البالغين الصينيين في المناطق الحضريَّة والريفيَّة”.
ويقول البروفسور ليمينغ لي، الأستاذ في الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية:» هنالك تقرير عالمي حديث يوضح أنَّ أمراض القلب والاوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، يعدون ضمن أحد أهم الأسباب الرئيسة للوفاة المبكرة في الصين».
أما رئيس الباحثين البروفسور جينغ تشين، من جامعة أكسفورد، فيقول: «في الواقع لا يزال من الصعب علينا معرفة ما اذا كانت الوفيات قد حدثت لأسباب أمراض غذائية أو أنها مجرد أمراض تحدث في كل المجتمعات. ولكن علينا التأكيد أنَّ بإمكان الصين أنْ تمنع ما لا يقل عن مليون حالة وفاة سنوياً جراء أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم قبل سن الخمسين، فضلاً عن أعداد أكبر من مرضى السكتات الدماغية والنوبات القلبية غير المميتة». ويضيف دو:»على الرغم من أن الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية تشمل الفواكه والخضراوات الطازجة، الا أن محتوى السكر في هذا المرض يثير القلق بشكل خاص».
عن صحيفة ساينس ديلي