عون لا يستبعد {تدخلاً خارجياً} في انفجار بيروت

الرياضة 2020/08/08
...

بيروت / وكالات
 
أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن سبب الانفجار المدمر في مرفأ بيروت لا يزال مجهولا، وهناك احتمال أن يكون الحادث المأساوي ناجماً عن "تدخل أجنبي"، وأضاف عون خلال لقاء صحفي أمس الجمعة، قائلا: "إننا نعمل لإظهار الحقيقة للشعب اللبناني خصوصا وان الرأي العام يتغيّر ويتجه نحو الأبرياء"، مؤكداً أن "التحقيق سيشمل المسؤولين المباشرين، والعزاء لا يكون إلا بتحقيق العدالة والعدالة ستقوم بواجباتها".
وأضاف، "أنا العماد ميشال عون؛ تعرفونني بالحرب وبالسلم، ولا أحد يستطيع أن يدفعني باتجاه الخطأ ولا أحد يستطيع أن يمنعني عن كشف الحقائق"، وأردف قائلاً: إن "الحادث، وقع وهناك احتمالين؛ أولاً كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ وهناك مسؤولية حفظ المتفجرات سبع سنوات، بعضهم كتب للسلطات المختصة وطبعا كان هناك عدم إدراك أو إهمال للقيام بالأعمال اللازمة لكي لا نصل لما حدث"، وتابع: "يمكن أن الحادث وقع عن طريق إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة".
وقال عون: "لقد طلبت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يزودونا بالصور الجوية لنحدد ما إذا كانت هناك طائرات وإذا ظهر في الصور صواريخ"، لافتاً إلى أنه "إذا لم يكن لدى الفرنسيين مثل هذه الصور فسنطلبها من دول أخرى، لنحدد إذا كان هناك اعتداء خارجي".
وأكد الرئيس اللبناني أن "أبواب المحاكم ستكون مفتوحة أمام الكبار والصغار"، معتبراً أن "الحكم لا معنى له إذا طال والعدالة المتأخرة ليست بعدالة ويجب أن تكون فورية ولكن من دون تسرع".
إلى ذلك، يتوجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى بيروت اليوم السبت في زيارة تضامنية مع لبنان في أعقاب كارثة الانفجار بمرفأ بيروت، وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، أن "الهدف من الزيارة هو إبداء التضامن وحشد الدعم العربي والعالمي لمساعدة لبنان في مواجهة تبعات الكارثة الأخيرة، والتي يمكن أن تكون ممتدة لفترة زمنية طويلة، خاصة في ضوء الصعوبات المالية والاقتصادية الضخمة التي يواجهها لبنان حاليا والتي فاقمت منها تداعيات تفشي فايروس كورونا".
 
احتجاجات وتحقيقات
في غضون ذلك، حاول عددٌ من المحتجين اقتحام مدخل مجلس النواب في العاصمة بيروت، حيث واجهتهم قوات الأمن واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وقالت وسائل إعلام لبنانية: إن اشتباكات وقعت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب أمام مجلس النواب.
وفي سياق متصل، قالت الوكالة الوطنية للإعلام أمس الجمعة: إن السلطات اللبنانية أوقفت 16 مسؤولاً في إطار التحقيق بانفجار مستودع مرفأ العاصمة بيروت.
ولم تكشف الوكالة أسماء المحتجزين، لكنها نقلت عن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي قوله: إن "السلطات استجوبت حتى الآن أكثر من 18 من مسؤولي الميناء وإدارة الجمارك ومن الأفراد الذين أوكلت لهم مهام متعلقة بصيانة المستودع الذي أودعت فيه المواد شديدة الانفجار والتي تسببت في الكارثة".
ونقلت الوكالة عنه قوله أيضا: إن "الموقوفين حاليا على ذمة التحقيق وبلغ عددهم 16 شخصا، فضلاً عن آخرين متروكين رهن التحقيق"، ولم يذكر أسماء المحتجزين وقال: إن التحقيقات جارية.
في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء "رويترز" عن مصدر أمني في قبرص أن السلطات حددت مكان وجود المالك المفترض للسفينة التي تسببت حمولتها في الانفجار بمرفأ بيروت.
وقال المتحدث باسم الشرطة كريستوس أندرو في تصريح بالخصوص: "كان هناك طلب من الانتربول في بيروت لتحديد مكان هذا الشخص وطرح بعض الأسئلة عليه بخصوص هذه الشحنة".
وأفاد المتحدث الأمني القبرصي بأن هذا الشخص ( لم يذكر اسمه) جرى استجوابه في منزله بقبرص أمس الأول الخميس، مشيراً إلى أن إجابات مالك السفينة ناقلة شحنة نترات الأمونيوم، أحيلت إلى السلطات اللبنانية.
وكشف مصدر أمني آخر، أن الشخص الذي أجرت سلطات قبرص معه المقابلة، هو رجل أعمال روسي يبلغ من العمر 43 عاما، ويدعى إيغور غريتشوشكين.
 
فرق إنقاذ وضحايا
وتواصل فرق الدفاع المدني والقوى الأمنية عمليات البحث ورفع الأنقاض في مرفأ بيروت، الذي هزه انفجار يوم الثلاثاء الماضي وأدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين، حيث جرى العثور أمس الجمعة على 3 جثث خلال أعمال رفع الأنقاض من المرفأ، وأعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن ارتفاع عدد الضحايا، إلى 154، كما أعلنت الهيئة العليا للإغاثة في لبنان أن أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية تضررت جراء الانفجار، وأن أكثر من 300 ألف شخص لبناني أصبحوا بلا مأوى.
من جهة أخرى، أكد رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، أنه لا أثر لعناصر فوج إطفاء بيروت الذين كانوا أول الواصلين إلى موقع الانفجار حتى الساعة، باستثناء المتطوعة "سحر فارس"، التي تم تشييع جثمانها أمس الأول الخميس.
ولفت عيتاني، إلى أن بلدية بيروت تواصلت مع 5 شركات لإزالة الركام، مشيرا إلى أنه تم استدعاء كل عناصر حرس بيروت وقد تم نشرهم في المناطق على مدار 24 ساعة.
ماكرون وحزب الله
سياسياً، أفادت وسائل إعلام لبنانية، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد خلوة استمرت دقائق مع رئيس كتلة "حزب الله" النيابية محمد رعد، خلال لقائه ممثلي الأحزاب في مقر السفارة الفرنسية 
بلبنان.
وقالت صحيفة "الأخبار" أمس الجمعة: إن "ماكرون اختلى حصرا في نهاية لقاء قصر الصنوبر بالنائب رعد، وطال الحديث بينهما، ورفضت مصادر الحزب الإفصاح عما دار في هذه الخلوة التي دامت لدقائق وقوفا"، ولفتت الصحيفة إلى أن "هذا اللقاء هو الأول بين الرئيس الفرنسي وشخصية من (حزب الله) مدرجة على لوائح العقوبات الأميركية".
من جانب آخر، أعرب برنامج الأغذية العالمي أمس الجمعة، عن قلقه من أن الضرر الذي لحق بمرفأ بيروت سيتسبب في تفاقم وضع الأمن الغذائي الصعب بالفعل، ولفت البرنامج إلى أنه يعتزم استيراد دقيق القمح والحبوب للمخابز والمطاحن للمساعدة في الحيلولة دون نقص الغذاء في لبنان، وسيخصص حصصا غذائية للاسر المتضررة من انفجار 
بيروت.
مساعدات
وفي إطار المساعدات العربية والدولية للبنان؛ ذكرت وكالة الأنباء المغربية، إن "الملك محمد السادس أمر بإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت، بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين في الانفجار".
وبحسب الوكالة، فإن "المستشفى سيضم 100 شخص بينهم 14 طبيبا من تخصصات مختلفة (الإنعاش، والجراحة، والعظام والمفاصل، والأنف والأذن والحنجرة، والعيون، وعلاج الحروق، وجراحة الأعصاب، وطب الأطفال، وصيادلة)، بالإضافة إلى أدوية للإسعافات الأولية وأدوات للوقاية من فايروس كورونا المستجد".
وتابعت: "سيشمل المستشفى أيضا جناحا للعمليات ووحدات للاستشفاء والفحص بالأشعة والتعقيم ومختبرات وصيادلة، كما تشمل المساعدات خياما وأغطية لإيواء الضحايا ومواد غذائية".
بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات طارئة بقيمة 17 مليون دولار لتمكين لبنان على تخطي المأساة المروعة لانفجار مرفأ بيروت، ونشرت السفارة تغريدة في حسابها على "تويتر"، تعلن فيها عن دعم الولايات المتحدة للبنان بمساعدات طارئة.