المساواة في التعطيل!!

الرياضة 2020/08/10
...

علي رياح
 
الإعلان عن العشرين من الشهر الحالي موعدا لبدء المعسكر التدريبي لمنتخبنا في مدينة أربيل ، يكشف عن النية الجدية لدى الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة العراقي في أن تنفذ أقصى قدر متاح لها من برنامج التحضير قبل استئناف التصفيات المونديالية – الآسيوية ، وهو موعد يقتضي النظر إلى مصلحة المنتخب وفرصه في التصفيات على أنها واحدة من الأولويات التي يجب مراعاتها من الهيئة نفسها ومن الجهات الحكومية والإعلامية والجماهيرية ، لاسيما أن المنتخب يتوجه بعد الآن لإكمال رحلة حققت نسبة عالية من الايجابية والارتياح لدينا .. وليس تصدره المجموعة الثالثة على حساب غريم قوي مثل المنتخب الإيراني ثم قبله الوصيف – حاليا – منتخب البحرين إلا تأكيدا بأن منتخبنا لديه  العزم والقدرة والإمكانية لأن يمضي قدما في درب التصفيات الصعب!  
هناك من يتحدث عن تأخير في تنفيذ الاستحقاق التدريبي للمنتخب ، وهذا أمر له تبعاته في ظل الأزمة الجارفة لوباء كورونا وما تركته من تأثيرات ومخلفات انتجت تعطيلا في كل الأنشطة بما فيها الكروية .. فخلال الأشهر الكثيرة التي انقضت من عمر هذا الوباء واستشرائه لم يكن ممكنا تنفيذ النشاط الدولي ، فضلا عن إقامة الانشطة الداخلية المحلية لكثير من الدول إن لم نقل الأغلب الأعم منها ..  
لكنه يبقى تعطيلا للجميع ، ولأفكار الجميع ، ومشاريع الجميع .. أي أنه حقق المساواة السلبية في وقف أي نشاط ، ولا يمكن الحديث هنا عن أرجحية منتخب على حساب آخر في حساب الظروف المواتية للمباريات أو التدريبات ، وعند هذه النقطة تنتهي الفروقات ويبقى الأمر معلقا على الكيفية التي سيعد فيها أي منتخب نفسه ، وكيف سيخوض مبارياته التجريبية التي ستسبق استئناف التصفيات ، وأي المنتخبات القوية نجح في ترتيب المباريات معها ، وكيف تسنى لطاقمه التدريبي أن يجمع العدد المطلوب من لاعبيه في ظل صعوبات التجمع وعوائق السفر عبر العالم!  
أفشل وباء كورونا كثيرا من الأفكار ، ووضع الأنشطة الكروية الكبرى على مفترق طريقين .. إما الاستسلام لفداحة الضغوط الصحية القاهرة ، أو العودة إلى المباريات ومراعاة جوانب الأمان والسلامة للجميع حتى لا تكون عودة الروح للكرة سببا في إزهاق المزيد من أرواح أهل اللعبة أو تحول الملاعب إلى سبب آخر لتفشي الوباء وليس وقفه عند حدوده!  
كل هذه الحسابات تحيط بمنتخبنا وبالأفكار التي وضعها على طاولة التنفيذ من قبل المدرب كاتانيتش وطاقمه المساعد والهيئة التطبيعية و اللاعبين .. ويتبقى الآن رفع مستوى الجدية في التعامل مع التفصيلات .. الدعم الحكومي يجب التنويه به والتشديد عليه دوما ، فالحاجة إلى المباريات والتنقلات والتسهيلات اللازمة الأخرى تقتضي مدّ يد العون .. وقد مرّت شهور كثيرة تعطل فيها كل ظهور للمنتخب .. وحتى تكون عودته موفقة ، لابد من رفده بكل صنوف الدعم ، قبل أن نطالبه بأقصى نجاح ممكن سواء في المرحلة المتبقية من تصفيات آسيا ، أو في المرحلة اللاحقة المتعلقة بتذكرة المونديال ، بإذن الله وتوفيقه.