الأندية ..الرئة المتعبة

الرياضة 2020/08/11
...

خالد جاسم

تبقى الاندية الرياضية العصب الاساس والرئة التي تتنفس من خلالها الاتحادات الرياضية المركزية ومن دون تلك الاندية لايمكن استمرار الرياضة وديمومتها كما لايمكن لاي اتحاد معني بهذه اللعبة او تلك ان يرسم مفردات منهاجه الموسمي او يبني منتخباته من دون وجود القاعدة الاساسية التي تديم عجلة مسابقاته وتفرز له اللاعب والمدرب والاداري وكلهم مواد أساسية في خلطة المنتخبات الوطنية . وباختصار شديد فان الاندية الرياضية اذا صح القول هي الحاضنات الرئيسة للرياضة بل هي كذلك اشبه بمنظومة متكاملة تقوم بالتفريخ والتربية والصقل للمواهب المتعددة الاغراض وتقدمها على أطباق من ذهب للاتحادات التي تتلقف تلك المواهب بشكل فرق تتنافس وتتصارع وتقدم افضل مالديها فتقدم للاتحادات فرصا ثمينة لادامة مسابقاتها وتاسيس منتخباتها في شتى الالعاب . ومن هنا ومن دون استمرار وانتظام دورة الحياة في الاندية لايمكن بناء رياضة اولية ومن ثم الشروع في تنفيذ مناهج البناء والتطوير لكن السؤال الذي يفرض نفسه بواقعية هو : هل تقوم الاندية لدينا بواجباتها كما يجب وهل هي فعلا جديرة بتوفير مقومات النهوض والتطور الرياضي ؟
الاجابة ليست صعبة بكل تاكيد طالما ان واقع الحال يشير ويؤشر حقيقة افتقاد انديتنا الى الكثير من الشروط والمقومات التي تتيح لها  فرص تأدية متطلبات الحد الادنى من واجباتها ومهامها والتزاماتها تجاه الرياضة وهي وعبر هذا العجز الواقعي الذي تفرضه ظروف تقع خارج نطاق الارادة صارت مفتقدة للكثير من المؤهلات التي تضمن لها فرص التعبير الحقيقي عن الذات ومن ثم فان سلسلة المشكلات والصعوبات التي صارت تضرب صميم تلك الاندية وجردتها من ابسط الاسلحة التي تحارب بها التخلف والافلاس المالي وكلاهما وجهان لعملة واحدة تمثل العجز الحقيقي للاندية في اداء مايفترض ان تقوم به من مهام وواجبات . واذا كانت تلك الارهاصات العصيبة قد فرضت نفسها بقوة على واقع عمل الاندية الرياضية نتيجة غياب الدعم والرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية بالشان الرياضي الا ان ادارات معظم انديتنا الرياضية وهي ادارات فرضتها صناديق الاقتراع بطريقة ديموقراطية صحيحة لكنها في ذات الوقت ادارات فاشلة وولد الكثير منها من واقع فاشل تعيشه الاندية الرياضية نفسها بما في ذلك الاندية العريقة والكبيرة ولعل مامرت به تلك الاندية وماتزال من منعطفات وتجاذبات وصراعات مختلفة الاسباب ومتنوعة الارادات والاجندات يعكس لنا بشكل صريح الواقع المؤلم والحال البائس الذي تعيشه رياضة الاندية التي هي وكما سبق القول الحاضنة الاساسية للرياضة العراقية . ورغم وجود بعض الجهات التي تدعي رعايتها للاندية واشرافها على مفاصل الرياضة في انديتنا المختلفة الا انها تبقى جهات قاصرة عن اداء مهامها التي تستطيع من خلالها انتشال الاندية – التعبانة – من واقعها المرير او حتى الاسهام ولو بمتطلبات الحد الادنى من الانقاذ الضروري لانديتنا من واقع الحال المزري برغم ان مشكلة الاندية تكاد تشكل بعضا من كل في واقع الازمة الحقيقية التي تعيشها الرياضة العراقية .