هل يكسب العالم معركته ضد الوباء؟

من القضاء 2020/08/12
...

موسكو/ أ ف ب
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء خلال اتصال عبر الفيديو مع وزراء حكومته أن بلاده طوّرت «أول» لقاح ضد فيروس كورونا المستجد يوفّر «مناعة مستدامة».
في الأسابيع السابقة لهذا الإعلان، أعرب علماء أجانب عن قلقهم حيال سرعة تطوير مثل هذا اللقاح ودعت منظمة الصحة العالمية إلى احترام «الخطوط التوجيهية والإرشادات الواضحة» في ما يخصّ تطوير هذا النوع
من المنتجات.
 
مناعة مستدامة
وقال بوتين «هذا الصباح، ولأول مرّة في العالم، تم تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا المستجد» في روسيا، مضيفاً «أعلم أنه فعال بما فيه الكفاية، وأنه يعطي مناعة مستدامة».
وأكد الرئيس أن إحدى بناته تلقت اللقاح. قال «أعتقد أنها في مرحلة ما شاركت في التجارب»، مشيراً إلى أنَّ حرارتها ارتفعت قليلاً «وكان هذا كل شيء».
وسيُطرح اللقاح للتداول في الأول من كانون الثاني 2021، وفق ما أفاد السجل الوطني للأدوية التابع لوزارة الصحة لوكالات الصحافة الروسية.
وأكدت روسيا في الأسابيع الأخيرة أنها ستنتج قريباً آلاف الجرعات من لقاح ضد كورونا المستجدّ و»ملايين» الجرعات بدءاً من مطلع العام المقبل.
وردّت منظمة الصحة العالمية داعيةً إلى احترام البروتوكولات والقوانين السارية في مجال تطوير لقاح ضد (كوفيد - 19).
وتعمل روسيا منذ أشهر مثل الكثير من الدول الأخرى حول العالم على مشاريع عديدة للقاحات ضد (كوفيد - 19). وطوّر اللقاح الروسي مركز غاماليا بالتعاون مع وزارة الدفاع.
 
مليار جرعة
وأعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف أمس الثلاثاء أنَّ عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً «أكثر من مليار جرعة» من اللقاح الروسي ضد (كوفيد - 19) مشيراً إلى أنَّ المرحلة الثالثة من التجارب تبدأ اليوم الأربعاء.
وأوضح رئيس الصندوق المشارك في عملية تطوير اللقاح أن الانتاج الصناعي سيبدأ في أيلول. وقال ديمترييف إن اللقاح أُطلق عليه تسمية «سبوتنيك في»:»سبوتنيك» تيمّناً باسم القمر الصناعي السوفياتي، وهو أول مركبة فضائية وضعت في المدار، و»في» تمثل أول حرف من كلمة لقاح في
عدة لغات أجنبية.
 
لقاح صيني
من جانبها بدأت إندونيسيا أمس الثلاثاء اختبار لقاح صيني ضد فيروس كورونا المستجد طوره مختبر «سينوفاك بيوتيك» على 1600 متطوع.
واللقاح، الذي أطلق عليه اسم «كورونافاك»، هو أحد اللقاحات القليلة التي بلغت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية قبل الموافقة عليه.
وسبق أنْ اختبر هذا اللقاح على 9 آلاف متطوع في البرازيل، وهي ثاني أكثر الدول تضرراً في العالم من فيروس كورونا المستجد بعد الولايات المتحدة.
وتواجه إندونيسيا، وهي رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، زيادة في عدد الإصابات بوباء (كوفيد - 19)، فيما تسجل حتى الآن 127 ألف إصابة وأكثر من 5700 وفاة.
ويرجح أن يكون حجم انتشار الوباء أكبر من ذلك بكثير، إذ إنَّ معدل إجراء الفحوص منخفض في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
ويشارك حاكم مقاطعة جاوة الغربية، التي تضم أكبر عدد من السكان في إندونيسيا، مع حوالي 1620 شخصا في التجارب السريرية والتي من المقرر أن تستمر حتى شباط.
وتنوي السلطات الإندونيسية، في حال ثبت أنَّ اللقاح آمن وفعال في نهاية هذه الاختبارات، إنتاج ما يصل إلى 250 مليون جرعة لهذا الأرخبيل الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 270 مليون نسمة.
وزار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أمس الثلاثاء مصنعاً في مدينة باندونغ، الواقعة في وسط جزيرة جاوة، وتديره شركة الأدوية «بيو فارما» المملوكة من الدولة، والذي من المقرر أن ينتج اللقاح.
وقال ويدودو قبل بدء زيارته «من جديد، أود أنْ أؤكد أنَّ تهديد (كوفيد - 19) لن ينتهي ما لم يتم تلقيح جميع
الإندونيسيين».
 
ترامب والانتخابات
وعلى صعيد ذي صلة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن لقاحاً ضد (كوفيد - 19) قد يتوفّر قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في الثالث من تشرين  الثاني، في توقع أكثر تفاؤلاً من توقعات الخبراء الأميركيين.
وجاء كلام ترامب أثناء مداخلة له في حلقة إذاعية مع الصحافي المحافظ جيرالدو ريفيرا، الذي سأله إذا ما كان يعتقد أن لقاحاً سيكون متوفراً بحلول موعد الانتخابات الرئاسية.
فأجاب الرئيس «أعتقد نعم، سيكون ذلك ممكناً في بعض الحالات. لكن فقط في محيط هذا التاريخ». ويعد ترامب أن لقاحاً يمكن أن يكون جاهزاً «قبل نهاية العام» وحتى «قبل ذلك».
وتابع «لدينا في الواقع الكثير من اللقاحات تُدرس» مضيفاً «يبدو أننا سنكون جيّدين جداً بشأن اللقاحات والعلاجات أيضاً».
وفي اليوم السابق، بدا خبير الأوبئة أنتوني فاوتشي، وهو كبير أعضاء خلية الأزمة التابعة للبيت الأبيض بشأن (كوفيد - 19)، حذراً أكثر بشأن تاريخ التوصل إلى لقاح.
وكان فاوتشي وهو مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية قال إنه لن يكون ممكناً التوصل إلى لقاح «إلا مع نهاية العام أو مطلع 2021». واستثمرت إدارة ترامب في المجمل أكثر من تسعة مليارات دولار في مشاريع لقاحات مختلفة.
 
(NVX-CoV2373)
وفي السياق أعلنت كلٌ من شركة «نوفافاكس» شركة للتكنولوجيا الحيوية في المراحل الأخيرة تعمل على تطوير لقاحات من الجيل التالي للوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة، وشركة «تاكيدا» للصناعات الدوائية، عن إبرام شراكة في اليابان لتطوير وتصنيع وتسويق لقاح «إن في إكس-كو في 2373» (NVX-CoV2373)، الذي تعمل عليه “نوفافاكس” بوصفه لقاحاً تجريبياً مرشحاً لمكافحة فيروس “(كوفيد - 19)”.
ويمثل “إن في إكس-كو في 2373” بروتيناً مستقراً وسابقاً لانصهار الخلايا مصنوعاً باستخدام تكنولوجيا “نوفافاكس” الخاصة بالجسيمات النانوية للبروتينات المؤتلفة، ويتضمن مادة “ماتريكس إم” المملوكة لشركة “نوفافاكس”.
وستتلقى “تاكيدا” تمويلاً من وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية لدعم نقل التكنولوجيا وإنشاء البنية التحتية وتوسيع نطاق التصنيع. وتتوقع “تاكيدا” أن تتمكن من تصنيع أكثر من 250 مليون جرعة من لقاح “(كوفيد - 19)” سنوياً.
 
إنتاجه بسرعة
وقال ستانلي سي إرك، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «نوفافاكس» في هذا السياق: «يسهم موقع (تاكيدا) الرائد في اليابان وخبرتها التقنية ومعرفتها التنظيمية وقدراتها التصنيعية بجعل الشركة شريكاً مثالياً لتوسيع نطاق التوافر العالمي للقاح ’إن في إكس-كو في 2373‘. ونحن نتطلع إلى التعاون مع ’تاكيدا‘ لتطوير اللقاح وإنتاجه وتسويقه بسرعة
في اليابان».
هذا وتتشارك «نوفافاكس» و»تاكيدا» في مجال التصنيع والتطوير السريري والأنشطة التنظيمية في اليابان. وستتولى شركة «نوفافاكس»تقديم الترخيص ونقل تكنولوجيا التصنيع لتمكين» تاكيدا» من تصنيع مستضدّ اللقاح، وستزوّد «تاكيدا» بمادة «ماتريكس-إم» المساعِدة. كما ستكون «تاكيدا» مسؤولة عن إيداع اللوائح والأنظمة لدى وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية، وستتولى إنتاج لقاح «إن في إكس-كو في 2373»
وتوزيعه في اليابان.
 
حماية العالم
من جهته، قال الدكتور راجيف فينكايا، رئيس وحدة أعمال اللقاحات العالمية في «تاكيدا»: «لا يوجد أي شيء أكثر أهمية الآن من حماية العالم من فيروس ’(كوفيد - 19)‘. ونحن متحمسون للتعاون مع ’نوفافاكس‘ لجلب لقاحهم الواعد إلى اليابان». وأضاف: «يستند الإعلان الصادر اليوم إلى دعمنا المستمر لجهود تحقيق الجهوزية حيال الوباء ويثبت التزام ’تاكيدا‘ بصحة ورفاهية الشعب الياباني.»
وستحصل «نوفافاكس»على حق تلقّي الدفعات بناءً على تحقيق خطوات هامة في مجال التطوير والتسويق التجاري، بالإضافة إلى جزء من
عائدات اللقاح.
ويعدّ «إن في إكس-كو في 2373» لقاحاً تجريبياً واعداً مصمماً من التسلسل الجيني لـفيروس «سارس-كوف-2» المسبب لمرض «(كوفيد - 19)». وقد تمّ ابتكار «إن في إكس-كو في 2373» باستخدام تقنية الجسيمات النانوية المؤتلفة من «نوفافاكس» لتوليد مستضدّ مشتقّ من البروتين الشوكي «إس» لفيروس كورونا ويحتوي على مادة «ماتريكس-إم» القائمة على الصابونين والحاصلة على براءة اختراع المملوكة لـ «نوفافاكس» بغية تعزيز الاستجابة المناعية وتحفيز مستويات عالية من الأجسام المضادة التي تقضي على الجراثيم والفيروسات. وفي التجارب ما قبل السريرية، أظهر «إن في إكس-كو في 2373» وجود أجسام مضادة تمنع ارتباط البروتين الشوكي بالمستقبلات التي يستهدفها الفيروس، وهو جانب مهم للسماح للقاح بتوفير الحماية الفعالة. وفي بيانات المرحلة الأولى من المرحلة 1/2 من التجربة السريرية، أثبت المشاركون في التجربة قدرة على تحمّل «إن في إكس-كو في 2373» بشكل عام، وأدى إلى استجابة قوية بفضل الأجسام المضادة التي ولّدها، والتي كانت أعلى عددياً من تلك التي شوهدت في حالات الحقن بالمصل المستخرج من أشخاص تعافوا من فيروس كورونا.
وحصلت» نوفافاكس» على 1.6 مليار دولار أميركي من الحكومة الفيدرالية كجزء من عملية «وارب سبيد» (السرعة الفائقة)، وهو برنامج أطلقته الحكومة الأميركية لتقديم ملايين الجرعات من لقاح آمن وفعال لوباء «(كوفيد - 19)» إلى سكان
الولايات المتحدة.