نجم الشيخ داغر
أوقف رجل سيارته باحدى محطات الوقود وبينما هو يعبئ السيارة بالوقود لاحظ موظف المحطة وجود اثنين من طائر البطريق في المقعد الخلفي
للسيارة.
تقدم نحو الرجل وسأله، ما هذان البطريقان؟ رد الرجل لقد وجدتهما، وسألت نفسي ماذا افعل بهما، ولم اجد اي حل حتى اللحظة، فكر الموظف لبعض الوقت وقال: لماذا لا تأخذهما الى حديقة الحيوانات ابتسم الرجل وقال انها فكرة رائعة ثم قاد سيارته.
وبعد يومين عاد الرجل الى المحطة ووجد الموظف الذي لاحظ وجود الطائرين. استغرب الامر وسأل صاحب السيارة: هل مازلت تحتفظ بهذين الطائرين، لقد اعتقدت انك اخذتهما لحديقة الحيوانات››:
ابتسم الرجل وهو يقول: نعم لقد فعلت ذلك، لقد قضينا وقتاً ممتعاً، وسأذهب بهما اليوم الى الشاطئ: وادار محرك سيارته وغادر المكان.
هذه القصة التي تتحدث عن غباء صاحب البطريقين تذكرني بمسؤولي ملف الكهرباء لدينا، فبدل من ان يضعوا حلا للمشكلة بشكل نهائي، ويبرموا عقدا مع شركة عالمية معروفة في هذا المجال، كما فعلت دولة مصر على سبيل المثال بتوقيعها عقدا مع شركة سيمنز الالمانية وتمكنت من غلق هذا الملف بانفاقها خمسة مليارات دولار ، يقترحون حلا مضحكا مبكيا في آن، وكأن المحاصصة باتت سنة حسنة لدى العراقيين، بأن نربط شبكتنا بشبكة الكهرباء السعودية، كما فعلنا ذلك مع ايران منذ سنين.
لا اعرف لماذا لا يذهبون بالبطريقين الى حديقة الحيوانات ويوقعون مع شركة سيمنس بدلا من هذه الحلول الترقيعية التي تكلفنا اموالا طائلة ؟، هل قضوا وقتا ممتعا مع الربط الايراني ويريدون اعادة الكرة عند الشاطئ
السعودي ؟.
سبعة عشر عاما من المعاناة وما زالت المشكلة تراوح مكانها !! من هو المسؤول الفعلي الذي يتعمد وضع العصا في عجلة الحل ؟، الى متى يتحكم ممثلون محليون او عالميون بمصائرنا ؟،
هل من شجاع بين المسؤولين يكسر حاجز الصمت ويلخص للناس المشكلة التي اوشكت ان تتحول الى ازلية؟، هل هناك من يقف حجر عثرة امام كل حل لهذه
الازمة ؟.
اعتقد ان اغلب العراقيين باتوا يعرفون من هو العدو الذي يمنعهم ويمنع مصانعهم من العودة للعمل مجددا، بيد انهم يرغبون ان يسمعوا ذلك من ممثليهم وحكومتهم التي امنوها على مصائرهم، وإلا فإن مرجل الغضب يزداد فورة عاما بعد عام .
نسأل الله ان يدفع عنا هذا البلاء ويهدي لنا مسؤولا يعمل على ان يستقر البطريقيان في حديقة الحيوانات، بدلا من اخذهما بجولات سياحية مشرقية
وخليجية.