نوزاد حسن
أظن أنَّ توقيت كلمة رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي كان جيدا جدا. فاختيار أول أيام عيد الأضحى للإعلان عن موعد الانتخابات المقبلة وهو السادس من حزيران عام 2021 كان في واقع الأمر اختيارا موفقا جدا. وبأسلوب فيه شيء من إثارة فضول المستمعين، أخّر الكاظمي هذا الخبر الذي يعده الكثيرون أحد الآمال المنتظرة. بمعنى آخر لقد قدم الكاظمي عيديته للشعب وعلى الأخص لحركة الاحتجاج أملا في تغيير حقيقي.
ومنذ بث كلمة الكاظمي تباينت المواقف، وانشغلت الفضائيات بأحاديث ومقابلات طويلة كلها تود أن تقرأ المستقبل بعد عدة أشهر حتى حزيران المقبل. ما الذي سيحدث؟ هل سيتقدم موعد الانتخابات أم يتأخر عن الموعد الذي حدده الكاظمي؟ وهل سينجح رئيس الوزراء في توفير بيئة ملائمة لجعل الانتخابات ناجحة؟ وهل ستتوفر الأموال اللازمة، ونحن نواجه أزمة مالية خانقة؟
أسئلة كثيرة طرحت، واعلنت أكثر القوى أنها مستعدة لإجراء هذه الانتخابات المرتقبة. ومن المعروف أن الكلام لا يكون في كثير من الأحوال جسرا للأفعال. ومن هنا أكد الكاظمي عزم حكومته على المضي لإنجاز هذه المهمة لأنها اولوية في برنامج حكومته.
كل ما قيل من كلام بشأن امكانية اجراء الانتخابات كان ينحصر في ثلاث قضايا لا بدَّ من معالجتها. قانون الانتخابات الذي لا بد من التصويت عليه وتعديله، والمحكمة الاتحادية، وحل البرلمان. كما أن هناك قضايا أخرى تتعلق بتحديث سجل الناخبين، والمهجرين والنازحين.
لكن لندع الحديث قليلا عن هذه القضايا ولأطرح هذا السؤال البسيط وهو: هل كان توقيت إعلان موعد الانتخابات مفاجأة لبعض القوى السياسية، أعني هل أن يوم 6 حزيران وضع الجميع على المحك؟ في رأيي كان ظهور الكاظمي مفاجئا للكثيرين. ذلك لأننا كنا نتابع جهود الحكومة منصبة على السيطرة على المنافذ الحدودية، وفعلا باشر الكاظمي بزيارة الى البصرة، ومن هناك تحدث عن قضايا تتعلق بوضع المنافذ الحدودية. وعلى اثر ذلك ذهبت قوات من الجيش لمتابعة مجريات الأمور في مملكة المنافذ التي قدر هدر المال فيها بمليارات الدولارات.
كما كان النشاط الحكومي متجها الى متابعة التحقيق بشأن سقوط ضحايا في تظاهرات تشرين. وكانت هناك قرارات متعلقة بهذا الامر. في خضم هذه التحركات جاء نبأ موعد السادس من حزيران. لاحظت من خلال متابعتي أن بعض الفضائيات أشارت قبل دقائق من حديث الكاظمي أنه سيعلن موعدا للانتخابات المرتقبة. ثم ظهر رئيس الوزراء وهو يقدم بشارة التهيؤ لانتخابات حزيران. أظن أن التحدي كبير أمام الحكومة. ويتطلب هذا التحدي او التحديات التي تواجه الحكومة عملا جديا من جميع القوى السياسية. اذ لا أظن أن هناك جدوى من عدم تمرير قانون الانتخابات او غير ذلك من القضايا لأن الوضع السياسي في البلد خطير على المستويات جميعا. واذا كانت هناك نوايا صادقة فسنكون أمام تقدم يحسب للجميع لا لحكومة الكاظمي فقط. وهل هناك ما هو أفضل من انتصار يرضي الملايين بلا استثناء. وهذا هو ما يسمونه باللحظة التاريخية التي تولد فيها إرادة الشعب. فهل يا ترى أتحدث أنا الآن عن حلم حزيراني مقبل؟