طه كمر
بعدَ ترقبٍ وحذر دام زهاء الثلاثة أشهر إبان عقد أول اجتماع للهيئة التطبيعية للاتحاد المركزي لكرة القدم ، والذي أسفر عن إلغاء الدوري الممتاز للموسم المنصرم، وإعداد العدة للموسم الجديد وما يترتب عليه من أمور ترافق رحلة فرق الدوري من تعاقدات جديدة وفسخ عقود وتصفية حسابات للاعبيها ومدربيها بالتراضي، فضلا عما يؤول اليه الأمر الذي يخص جائحة فيروس كورونا والفحص وطرق الوقاية منها ، نجد اليوم ان الامور باتت أكثر تعقيدا عما كان عليه الوضع بادئ الأمر بسبب العشوائية وسوء التخطيط الذي يرسمه من يقود كرة العراق سواء على الصعيد الوطني أو المحلي.
اليوم وبعد أن أسدل الستار على جميع الدوريات الأوروبية بختام ناجح تماما على أثر معاودة النشاط الرياضي الذي توقف في العالم كله بسبب الجائحة، فضلا عن بلوغ دوري أبطال أوروبا لدور الأربعة وكذلك الدوري الأوروبي، في الوقت الذي عاودت فيه عجلة الدوريين السعودي والقطري استئناف نشاطها بحماس منقطع النظير، وكذلك الدوري الكويتي الذي حصل على موافقة حكومية أن يستأنف اليوم بعد تحقيق مبدأ السلامة العامة بكل تفاصيله، نرى ان دورينا يعكف عن الظهور مجددا لإخفاق بعض الأندية بترتيب أوراقها التي تتيح لها معاودة النشاط، وهذا ما لمسناه في اليومين الماضيين عندما أشارت المعلومات الواردة من ناديي الكهرباء والصناعات الكهربائية الى إصابة معظم لاعبي وإداريي الفريقين بفيروس كورونا.
أندية الدوري الممتاز اقترحت في اجتماعها مع الهيئة التطبيعية الأخير تأجيل موعد انطلاق الدوري من 20 أيلول المقبل الى تشرين أول ، لأسباب اهمها ان لاعبيها لم يباشروا حتى اللحظة تدريباتهم بعد ابتعادهم لخمسة أشهر عن التدريب، وهذا ما يجعلنا أمام خطر محدق يداهم كرتنا وقد يتسبب بتأخرها وعودتها الى غياهب الجب الذي مكثت فيه سنين عدة، وهذا الهاجس المخيف لم يأت من فراغ بل نتيجة التخبط الذي يتصدر المشهد الرياضي برمته في العراق، بعد تزايد أعداد المصابين بالفيروس يوما بعد يوم ما يجعل الامور تتجه الى التأجيل والإلغاء في أغلب الأحيان.
من وجهة نظر خاصة أرى ان الموقف بات رماديا بكل الأحوال بعد أن أيقن الجميع ان عودة الحياة للملاعب أصبحت بمثابة ضرب من ضروب الخيال، خصوصا بعد تأجيل التصفيات الآسيوية المزدوجة الى العام الجديد بقرار من الاتحاد الآسيوي، ليعطي أريحية واسترخاء للأندية التي لا تمتلك حلولا للخروج من الأزمة، لذلك ينبغي على الجميع أن يبحثوا عن مخرج لهذه الأزمة التي تهدد فقط الكيانات الهشة التي لا تمتلك قاعدة رصينة وتربة خصبة للعمل الرياضي الدؤوب، كأن يكون هناك اقتراح بتقليص فرق الدوري الى 12 فريقا قادرا على المطاولة لإنجاح الدوري العراقي.