مصابون يتعافون في منازلهم

من القضاء 2020/08/18
...

عبدالزهرة زكي
 
الزيادة المضطردة في أرقام المصابين بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة لا يخفف من وطأتها سوى الزيادة المقابلة في أعداد المتعافين من الوباء.
هذه النتائج تأتي بموجب بيانات الجهات الصحية المحلية، وهي بيانات من غير الواضح ما إذا كانت تشتمل على تغطية شاملة لما يحصل في البلد أم هي تكتفي بما متاح لها من معلومات وبيانات مستشفيات وزارة الصحة حصراً؟. من المتوقع أنَّ البيانات اليومية لخلية الأزمة تعبر عما يحصل داخل المؤسسات الصحية حصراً.
لكنْ في خارج المؤسسات كثير من حالات الإصابة والتعافي التي لا تمر عليها البيانات. هذه هي الحالات التي تكتفي بالمعالجة داخل المنزل في ظروف تتباين من حالة إلى أخرى.
كلٌّ منا يعرف العشرات من هذه الحالات التي أُصيب فيها أفراد وحتى أسر بأكملها، وقد تيسر لهذه الحالات العلاج والشفاء في داخل المنزل من دون المرور بمستشفى حكومي. قد تكاثرت، في الأسابيع الأخيرة، حالات الإصابة والتعافي داخل المنزل، وتكاثرت بموجب هذا النسبة الغائبة عن بيانات خلية الأزمة، كما أتوقع، وهي نسبة في تزايد مضطرد بخلاف ما كانت الحال عليه في الأسابيع الأولى للتفشي المحدود للوباء في العراق.
فكلما يصاب جار أو قريب ويتعافى داخل منزله فسيكون هذا داعياً لمعارفه للاقتداء بتجربته، ولعلَّ من حسن الحظ أنَّ الكثير من مثل هذه الحالات كانت ناجحة وتعافى بموجبها مصابون، بينما تفاقمت حالة بعضٍ آخر ممن كان يضطر أخيراً لمراجعة المستشفيات طلباً للعلاج بإمكانات لا تتاح خارج المستشفى. المتعافون خارج المؤسسات الصحية هم أكثر بكثير ممن غطتهم بيانات الجهات الرسمية، وهي بيانات تتعامل مع ما متاح لها من معلومات، ومن غير المتوقع أنها تسعى للحصول على المعلومات البعيدة عنها، معلومات الناس المصابين والمتعافين في الخارج من المستشفيات.
هذه نتيجة مهمة غائبة عن الاهتمام، وينبغي على الجهات الصحية التفكير بها جدياً من باب معرفة ظروف المرض والفيروس ومدى خطورته.
في الكثير من البلدان جرى تحفيز المصابين على ملازمة منازلهم والتقيد بإجراءات العزل، وكانت المؤسسات هناك تكتفي بالمتابعة عن بعد وبالتدخل فقط حين يكون التدخل ضرورياً. لا مشكلة في هذا، لا ينبغي التطير منه، بل هذا مما كان يساعد في تركيز جهود المستشفيات في تلك البلدان لصالح الحالات الأشد خطراً.
لا نحتاج كمواطنين إحصاءات يومية فقط عن الإصابات والشفاء والوفيات.
ما نحتاج إليه أكثر من هذا؛ بيانات، ومعلومات، وإرشادات، مستخلصة من النتائج التي يتحصل عليها الأطباء والخبراء عن مستوى الوباء في البلد وتطوراته. وحين ترتفع نسب المصابين والمتعالجين داخل المنازل فإنَّ الواجب على الجهات الصحية هو المضي والوصول إلى الناس والمساعدة في إرشادهم إلى أفضل الوسائل في العلاج المنزلي ووقاية الأصحاء وتقييد انتشار الوباء.