ترجمة: شيماء ميران
تؤثر جائحة "كوفيد - 19) تأثيراً كبيراً في انظمة الطاقة في جميع انحاء العالم، كما تحد من الاستثمارات وتهدد بإبطاء التوسع في تقنيات الطاقة النظيفة الرئيسة.
لقد كان التقدم في تقنيات الطاقة النظيفة قبل الازمة واعدا لكنه متفاوت، إذ يشير التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية الذي تُصدره لمتابعة تقدم الطاقة النظيفة الى ان 6 فقط من بين 46 تقنية و قطاعاً كانت على مسارها الصحيح للوصول الى اهدافها المستدامة طويلة الامد عام 2019، والتي شملت المركبات الكهربائية، النقل بالسكة الحديدية والإنارة. بينما اظهرت الـ 24 الاخرى بعض التقدم إلا انه لم يكن كافيا لتحقيق الاهداف المرجوة، في حين الـ 16 الباقية كانت خارج مسارها مع الاسف.
وسوف تتدنى انبعاثات الكاربون عالميا هذا العام نتيجة الاضطرابات الكبيرة في السفر والتجارة والنشاط الاقتصادي التي أحدثتها الجائحة، إلا ان هذا ليس بسبب يدعو للفرح، لانه يأتي على خلفية الازمة الصحية الدولية واتساع الصدمة الاقتصادية، المهم هو ما سيحدث لاحقا بالنسبة للطاقة في المستقبل، وسيتطلب من الحكومات ان تبدأ بالسعي لتحقيق انخفاضات هيكلية في الانبعاثات من خلال سياسات ذكية طموحة مستدامة للإسراع بالتنمية ونشر مجموعة كاملة من حلول الطاقة النظيفة، من اجل تحقيق انتعاش اقتصادي قوي من غير العودة الى القفزة ذاتها في الانبعاثات التي اعقبت الازمة المالية العالمية عام 2008.
تبادل الأفكار المبتكرة
لم تكتفِ وكالة الطاقة الدولية بتقديم البيانات في الوقت المناسب وتحديد الاتجاهات البارزة فقط، بل تعمل على تطوير حلول واقعية ايضا، فكانت في طليعة المطالبين من صُنّاع السياسة للتأكد من ان حزم التحفيز التي سيضعونها لمرة واحدة في الجيل من اجل تنظيم انعاش اقتصاداتهم، ستقودهم الى تنمية ونشر تقنيات الطاقة النظيفة بشكل اقوى. ولتوجيه هذه القرارات الصعبة التي على ما يبدو ستشكل البنية التحتية للدول على مدى العقود المقبلة، ستصدر الوكالة قريبا تقريرها عن توقعات الطاقة العالمية الخاص بالانعاش المستدام، والذي سيقدم توصيات واضحة حول الكيفية التي تُمكّن الحكومات من وضع قضايا الطاقة والإستدامة في جوهر خطط التحفيز لخلق فرص العمل، وانشاء انظمة طاقة نظيفة مرنة واكثر حداثة. كما ستقوم الوكالة خلال الشهر الحالي بنشر تقرير خاص برؤى تكنولوجيا الطاقة بخصوص ابتكار الطاقة النظيفة للتعرف على اهمية الابتكار في تقدم الطاقة النظيفة، والذي سيحلل تقنيات المرحلة المبكرة إذ يُمكن للاستثمار اليوم تطبيق معظمها لإعادة تشكيل المستقبل.
و اوضحت وكالة الطاقة الدولية ان التعامل مع التحدي المناخي العالمي والإسراع في تحولات الطاقة النظيفة يستدعي تحالفا كبيرا يشمل كل من يلتزم فعلا بتقليل الانبعاثات. ويحتاج هذا التحالف الى تشارك وتبادل الحكومات والصناعة والمستثمرين والمجتمع المدني في الافكار المبتكرة وافضل الممارسات، وطموح اكبر في إلهام بعضهم الاخر. ولهذه الغاية فإن قمة وكالة الطاقة الدولية لتحولات الطاقة النظيفة التي عُقدت مؤخرا، ستساعد الحكومات في تحديد افضل المناهج لخلق فرص العمل، ووضع الانبعاثات في تراجع هيكلي وزيادة مرونة قطاع الطاقة.
لن يكون تقرير واحد او قمة واحدة كافيين لتحقيق التسريع المتواصل في تقدم الطاقة النظيفة اللازمة لوضع العالم على المسار المستدام، فتحقيق ذروة نهائية في انبعاثات الكاربون وتوسيع المجموعة الكاملة من تقنيات الطاقة النظيفة يتطلبان بيانات ملائمة، وتحليلاً عملياً، وحلولاً واقعية وطموحة من الحكومات والشركات والمستهلكين يوما بعد يوم على مدى الاعوام المقبلة. وستظل وكالة الطاقة الدولية ملتزمة بالقيام بواجبها للمساعدة في تشكيل مستقبل طاقة آمن ومستدام للجميع.
عن موقع وكالة الطاقة الدولية