اليوم.. إعلان الحكم في قضية اغتيال رفيق الحريري

الرياضة 2020/08/18
...

بيروت / جبار عودة الخطاط 
 
تتوجه الأنظار اليوم الثلاثاء، صوب لاهاي، حيث تعلن غرفة الدرجة الثانية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حكمها المنتظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، هذا الحكم كان من المفترض إعلانه في السابع من الشهر الجاري، غير أن تداعيات الانفجار المهول في مرفأ بيروت أرجأت النطق به الى "اليوم 18 آب".
وعلى أثر ذلك، شد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، والنائب المستقيل مروان حمادة مع شخصيات أخرى، الرحال الى لاهاي لحضور جلسة النطق بالحكم، الذي من المتوقع أن يطول بإدانته أشخاصاً لبنانيين، وقد يلحق بهم في لائحة الإدانة أشخاص آخرون من سوريا.
وعلمت "الصباح" أن سعد الحريري رئيس الحكومة السابق ونجل رفيق الحريري، سيلقي كلمة بعد إعلان الحكم بالقضية يتناول فيها ملابسات اغتيال والده وما ترتب عليها في الداخل اللبناني من تداعيات وحوادث.
أما بهاء الحريري الابن الأكبر للراحل رفيق الحريري، فأصدر أمس الاثنين بياناً دعا فيه الى ضبط النفس في الشارع اللبناني بعد صدور الحكم بقوله: "تطلعنا لجلاء الحقيقة حول اغتيال شهيد لبنان والعالم، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، يدفعنا جميعاً كأبناء ومحبي الراحل وإرثه أن نحافظ على لبنان الدولة والمجتمع".
مضيفاً  أنه "مواكبة لصدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، نهيب بجميع اللبنانيين أن يتمتعوا بأعلى درجات ضبط النفس، وأن يبتعدوا عن ردات الفعل الغاضبة غير المفيدة، لأن من أهم وصايا الشهيد لنا أن نتابع مسيرة بناء لبنان والحفاظ على الإنسان".
من جانبه، بحث الرئيس اللبناني ميشال عون الأوضاع الأمنية مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، وشدّد على ضرورة بقاء القوى الأمنية في أقصى جهوزيتها للمحافظة على الأمن والاستقرار. 
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قد تطرق يوم 14 آب الجاري لقرار المحكمة الدولية المنتظر بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ رأى نصر الله أن حزب الله غير معني به، قائلاً: "إذا حكم على أيّ من إخواننا بحكم ظالم - كما هو متوقع - فنحن متمسكون ببراءة إخواننا، وبأنهم ابناؤنا وأفرادنا وهذا هو موقفنا، وهو قرار كأنه لم يصدر، لأنه قرار صدر منذ سنوات بعيدة بالنسبة لنا"، ونبّه الى "محاولة استغلال المحكمة لدفع الأمور باتجاه الاستفزاز والشتائم والسباب". 
وتحاكم المحكمة، التي أنشئت عام 2009 والتي تنظر في حيثيات اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، الذي قضى نحبه في انفجار مدوٍ في بيروت يوم الـ 14 من شباط 2005؛ أربعة من الأشخاص اللبنانيين تعدهم المحكمة متهمين، هم (سليم عياش، أسد صبرا، حسن عنيسي وحسن مرعي)، مع 22 شخصاً آخرين، وأسقطت الملاحقة عن (مصطفى بدر الدين) بعد وفاته، في حين ينظر الكثير من المراقبين أن المحكمة المذكورة قد تم تسييسها ولم تستطع طيلة جلساتها الماراثونية تقديم مرافعات مقنعة.
من جانب آخر، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحماية من أسماهم بـ "الشباب الثائر"، لأنه "حين يثور شعب لا يعود إلى بيته بعد تسوية بل بعد حل، وكل مشروع تسوية على حساب لبنان مرفوض"، بحسب قوله.
وأضاف في كلمة خلال قداس مساء أمس الأول الأحد: "اننا لن نسمح بأن يكون لبنان ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات بينها على حساب الشعب اللبناني، ونهيب بالسلطة أن تفسح المجال أمام الطاقات اللبنانية لاستعادة لبنان شرعيته الوطنية وثقة العالم به".
وتابع: "كيف يمكن منح الثقة لأي حكومة لا تتبنى الخيارات الوطنية، هل يدرك المسؤولون والكتل النيابية والأحزاب خطورة حجب الثقة الدولية عنهم جميعا؟".
وشدد على ضرورة البدء فوراً بالتغيير "مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة من دون التلهي بسن قانون انتخابي جديد، وتشكيل حكومة جديدة يحتاج لها واقع لبنان اليوم"، موضحا أن "الشعب يريد حكومة تنفض الماضي بفساده، والشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية، وحكومة منسجمة معه لا مع الخارج، وملتقية في ما بين مكوناتها حول مشروع إصلاحي" بحسب تعبيره.