ما هي الإجراءات الفعالة لإبطاء تفشي «كورونا»؟

من القضاء 2020/08/22
...

باريس/ أ ف ب
 
أكد باحثون بريطانيون أن فحوص كشف الإصابة بـ «كوفيد –
19» 
والمخالطين هي تدابير أساسية لإبطاء تفشي فيروس كورونا لكنها غير كافية 
إذا لم ترفق بخطوات أخرى. وستراتيجية «الفحص – الكشف - العزل» إذا ما 
أجريت بطريقة فعالة، قادرة على خفض تكاثر الفيروس بنسبة 26 % بحسب فريق الباحثين من إمبيريال كوليدج في لندن الذي استخدم نماذج رياضية لتحليل بيانات الدراسات التي سبق أن نشرت.
استعادة السيطرة
ونسبة التكاثر تشير إلى متوسط عدد الأشخاص الذين تنتقل إليهم العدوى من شخص مصاب بالفيروس. إذا كانت فوق «1» فهذا يعني ان الوباء يتفشى وفي حال كانت أقل فيعني انه ينحسر.
ونجحت دول في استعادة السيطرة على الوباء بعد الموجة الأولى من الإصابات لكنها تجد صعوبة في تفادي إعادة تفشيه وتسجل نسبا أعلى من هذا المستوى.
وفي فرنسا بات منذ نهاية تموز بنحو 1,3 وفقا لوكالة الصحة العامة في البلاد.
وحذر نيكولا غراسلي الأستاذ في مدرسة الصحة العامة في جامعة امبيريال كوليدج والمشرف على الدراسة التي نشرت في مجلة «ذي لانست للأمراض المعدية» من أن «نتائجنا تثبت بأنه يمكن للفحص وكشف المخالطين خفض نسبة تكاثر الفيروس لكن فقط إذا طبق بفعالية وبسرعة».
وينخفض معدل التكاثر بنسبة 26 % في حال إجراء الفحوص فور ظهور العوارض وأن تنشر النتائج خلال 24 ساعة وأن يتم عزل المخالطين أيضا خلال 24 ساعة وأن يكشف 80% على الأقل من المصابين بالوباء والمخالطين لهم. وهذه معايير طموحة لا تحترم في معظم الدول.
وفي فرنسا تقدر الفترة بين ظهور العوارض والقيام بالفحص في صفوف الأشخاص الذين لا عوارض لهم، ب3,5 أيام وفقا لوكالة الصحة العامة في فرنسا. ولا تظهر النتيجة سوى بعد عدة أيام تماما كما في الولايات المتحدة وبريطانيا.
 
ليس كافياً
وخلصت الدراسة إلى أنه حتى في الدول التي تقترب من هذه المعايير - كوريا الجنوبية وتايوان وألمانيا - لن يكون ذلك كافيا لخفض كبير في نسبة التكاثر. وقال البروفيسور غراسلي «لن تسمح الفحوص والكشف فقط بالسيطرة على انتقال العدوى ضمن معظم فئات المجتمع وستكون تدابير متممة ضرورية لإعادة معدل التكاثر تحت عتبة 1». واعتبر الباحثون أن اجراء فحوص كشف الإصابة بمعدل أسبوعي للمجموعات المعرضة كالطواقم الطبية والعاملين في المجال الاجتماعي حتى في غياب عوارض، سيسمح بخفض تكاثر الفيروس بنسبة 23 % إضافية. 
قلق أوروبي
وتشعر أوروبا بالقلق من تجدد انتشار فيروس كورونا المستجد بعد قفزة في عدد الإصابات في ألمانيا حيث سجلت أعلى حصيلة منذ نيسان، وارتفاع غير مسبوق في فرنسا منذ أيار، وموجة جديدة في إسبانيا مع اقتراب بداية العام الدراسي.
في مواجهة الأرقام المقلقة وزيادة الإصابات، يتم تشديد القيود لمواجهة تطور الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 780 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
في الوقت نفسه، أطلق النقاش حول ضرورة جعل اللقاح المستقبلي ضد فيروس كورونا المستجد إلزاميا في أستراليا ولكن ليس في الولايات المتحدة. ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا، إذا سجلت فيها 172 ألفا و965 وفاة بينها 1286 حالة خلال الساعات الـ24 الماضية. 
لكنَّ أوروبا، التي اتخذت إجراءات صارمة لاحتواء انتشار الوباء خلال فصلي الشتاء والربيع، تشعر بالقلق أيضا من تجدد انتشار الوباء مع اقتراب نهاية عطلة الصيف. 
وسجلت في ألمانيا في الساعات ال24 الماضية 1707 إصابات جديدة وعشر وفيات بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ نيسان، وهي الفترة التي كانت تعتبر ذروة الوباء. 
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للاصابات في البلاد الى 228 ألفا و621.
وتكثف السلطات تحذيراتها 
في مواجهة ارتفاع أعداد الاصابات المرتبطة بقسم كبير بالعديد 
من السياح الألمان العائدين من الخارج.
وطرحتى مجددا فكرة تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام في ألمانيا كحل للمحافظة على فرص  العمل أثناء وبعد الأزمة غير المسبوقة التي سببها فيروس كورونا المستجد، 
وهو موضوع أثار جدا الجدل لدى الشركات.