سمعنا كثيراً باسم ( طعيس) وقرأنا عنه الكثير لما اقترنت به انجازات عدة ، عندما خطف 14 ميدالية متنوعة للعراق وعزف له النشيد الوطني ورفع علم العراق عاليا في المحافل الدولية والأقليمية والعربية ، ولمن لا يعرفه انه العداء العراقي البطل الأسمر ابن مدينة الكوت عدنان طعيس.

من إنجازاته انه خطف ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية وذهبية الألعاب الآسيوية في تايلاند وفضية الصين ، وشارك في أولمبياد لندن ليتم اختياره كأفضل رياضي في محافظة واسط ، لكنه للأسف يسكن في شقة إيجار بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منذ سنين طويلة مقابل 500 ألف دينار شهريا ، علما ان هذا المبلغ هو كل ما يتقاضاه من الاتحاد العراقي لألعاب القوى كونه لاعب منتخب وطني ، اذن كيف يعيش هذا الفتى الذي يجب أن يتغذى تغذية خاصة تساعده على تحقيق الانجازات ، وكيف أحرز 14 ميدالية للعراق في بطولات شتى تغنينا بها جميعا لأنه حفر اسم العراق بأحرف من ذهب في مختلف دول العالم.

ابن مدينة الكوت الخلوق المهذب لم يطالب يوما بحق من حقوقه كونه أحد أبطال العراق ، لكنه وجد نفسه مهمشا بعيدا جدا عما حققه من انجازات كان آخرها ذهبية 1500 متر ببطولة بلجيكا الدولية عام 2019 ، التي اختتم بها مشواره مع المضمار ليكون بطلا مختلفا سطر أروع الملاحم البطولية لعروس الألعاب وكان أجمل عريسا لمناسبات عدة ، تيقن ان خريف العمر داهمه مسرعا بعد أن أوجعته سنين اللهاث وراء الحلم ليصل دائما قبيل منافسيه في خط النهاية ، ورفع الراية البيضاء معلنا اعتزاله بعد أن أصبح رمزا وطنيا يذكر اسمه دائما ، لكن مالبث أن وجد نفسه مهمشا لا يتمكن من المطاولة التي اعتادها في الميدان حتى يواصل بها حياته العامة ولم تسلط عليه الأضواء لينزوي بعيدا عن معشوقته ، وهنا قرر أن يرزم حقيبته ثانية ويعاود نشاطه بعودته الى المضمار مستغلا فترة التوقف جراء جائحة كورونا ليتدرب ويعد إعدادا يمكنه من تحقيق انجاز للعراق بسباق 5000 متر في بطولة آسيا للصالات المقررة في الصين مطلع العام المقبل.

من وجهة نظر شخصية أرى ان هذا الرياضي البطل المعطاء قد أجحف حقه وضح النهار ، ولو عاد به الزمن ثانية لما اختار هذه اللعبة التي جنى منها العراق 14 ميدالية وكان بها حقا مفخرة لنا جميعا ، وقد لا يمارس أي رياضة أخرى ويختار له مهنة قرب أهله الذين ابتعد عنهم لردح من الزمان ، نضع خطابنا أمام أنظار معالي وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال ليولي طعيس وبقية أبطال العراق  اهتماما خاصا لأنهم ثروة 

وطنية كبيرة.