بغداد/ بلال زكي
لم يتبق سوى تسعة أيام فقط على انتهاء العقد الرسمي، الذي يربط المدرب السلوفيني سيتريشكو كاتانيتش بالهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم، وسط أنباء مؤكدة عن ظهور أزمة جديدة بين الطرفين بسبب عدم الاتفاق على المردود المادي، الذي سيتقاضاه الجهاز الفني في العام المقبل.وبحسب المعلومات الموثقة التي حصلت عليها “الصباح” من مصادرها الخاصة، فإن سلسلة مفاوضات تجديد التعاقد ستبدأ اليوم الأحد عبر الدائرة الالكترونية وتحديدا مع مدير أعمال كاتانيتش الإيراني بهروز.
رؤية التطبيعية
الهيئة التطبيعية تصر على أن يكون العقد الجديد الذي يربطها بالمدرب السلوفيني مختلفا شكلا ومضمونا عن العقد المعمول به في العامين الماضيين بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها العالم حاليا وجائحة كورونا، التي ألقت بظلالها على مجمل المباريات والمسابقات والانشطة الاقليمية والقارية والدولية.
“التطبيعية” عبرت عن رؤيتها في أحاديث خاصة وعامة مسبقا، وتلخصت تلك الرؤية في أن مبلغ “مليون دولار أميركي” أو ما يعادله مبالغ فيه بالنسبة لمدرب لم يخض سوى مباريات معدودة على مدار عام كامل، لذا فإنها تأمل أن تكون سلسلة المفاوضات كفيلة بحلحلة تلك الاشكاليات والوصول الى تفاهمات مشتركة بما يضمن استمرار مشوار اسود الرافدين الناجح لغاية الآن في التصفيات المزدوجة المؤمل استئنافها مجددا نهاية كانون الثاني من العام الجديد 2021.
موقف كاتانيتش
لكن المعلومات التي بجعبتنا تشير الى أن المدرب السلوفيني رفض رفضا قاطعا مجرد التلميح إلى تعديل بعض الفقرات في العقد، لاسيما تلك المتعلقة بالجانب المادي، مؤكدا وبحسب كلامه لاحد المقربين منه “أن قيمة العقد ثابتة، كما هو الحال في العامين الماضيين، وأن أي حديث عن اختزالها لا وجود له على أرض الواقع، وبخلافه يحق لرئيس وأعضاء التطبيعية فسخ التعاقد إن شاؤوا كونه لا يوجد شرطا جزائيا ملزما للطرفين”.
سياسة الحوار
السلوفيني نقل موقفه المتشدد والرافض لاجتزاء أي مبلغ من قيمة العقد لوكيل أعماله الايراني بهروز، وهو ما سيعقد الأمور كثيرا على الهيئة التطبيعية عند بدء التفاوض.
إن أي تشدد أو رفض يمكن أن يتحول إلى حالة من الرضا في أي لحظة، شرط أن يجيد رئيس وأعضاء الهيئة التطبيعية فن التفاوض واستخدام سياسة حوار ناجحة تجبر المدرب ووكيل أعماله على الرضوخ لمطالبهم عبر تقديم شرح واف لما آلت إليه الأمور في الأشهر الماضية التي شهدت تعطيلا كاملا لمجمل الحركة الكروية في البلد، وبالتالي فإن الجهاز الفني كان بعيدا عن الضغوطات ولم ينخرط بأجواء العمل الرسمية لفترة تزيد عن الستة أشهر، اضافة الى استعراض نماذج حية لمدربين ولاعبين آثروا خفض رواتبهم تضامنا مع ادارات أنديتهم أو اتحاداتهم يتقدمهم الداهية الاسباني بيب غوارديولا مدرب المان سيتي وغاريث ساوثغيت مدرب منتخب الاسود الثلاثة انكلترا، أما على صعيد المنطقة العربية فقد قدم الفرنسي هيرفيه رونار مدرب الأخضر السعودي درسا اخلاقيا مهما بتبرعه بجزء كبير من رواتبه لدعم الجهود الصحية في المملكة.