خطوك سفائنُ رملٍ،
مدنٌ تمشي.
دمُكَ أسماءٌ يحفظها السيّارةُ،
إذ يصعدُ الكلامُ أبهّة الوقتِ، يفتحُ
أفقاً لرواةٍ لا يشبهونَ شهرزاد..
أيها الرائيُ بزندينِ من فضةٍ، وبرأس من ملائكة، وبدمٍ يغسلُ
الأسماءَ والأسفارَ بالحكاياتِ.
مازلتَ تصنعُ للاولادِ ذاكرةً يانعةً للصحو،
وسلالةً لمحاربين يدفعون أنفسَهم للسماءِ.
أيها الرجلُ الطاعنُ في المعنى، والباذخُ في الرؤيا،
لسيرتِك تهبطُ الغيمةُ، والنخلةُ،
تبللان الوقتَ والاصابعَ بحنّاءِ الرطبِ والماءِ والبكاء..
دمُكَ يختصرُ السيرةَ، يُعلّقُ التاريخَ على جدرانِ البيوتِ،
يُشاطرُ الحكائينَ أسفارَ الليلِ، واسرارَ الفكرةِ، ومفازاتِ التأويل..
خذْ ناقةَ الليلِ وأركبْ هودجَ الريحِ
وإطلقْ لخطوِك اسفاراً من البوحِ
ياسيدَ الوقتِ، يا وقتاً على قلقٍ
يروي الطفوفَ بلا خوفٍ ولا نوحِ
قد ظلَّ يصحو وعاشورا يشاطرنا
جُرحا نبياً، له وهجُ التصابيحِ
تمشي دماكَ بلادا أنتَ تسكنُها
لصقَ الضمائرِ او لصقَ التباريحِ
2
في طفّك يتناسلُ الجمرُ عن القيظِ،
يُشاطر رأسك الذبيحِ الاسئلةَ المُرّةَ،
أسئلةَ الخائنِ والقاتلِ والعاطلِ عن الحكمةِ،
إذ تتسعُ السيوفُ كالخطى،
ويصعدُ وجهُك النبويُ، يغسلُ الوقتَ
والرملَ بالاراجيزِ..
هم يعرفون الطريقَ إليك، خانوا الكتابَ،
والسيرةَ، والمعنىَ،
خيّروا دمَك الزاكي بين السّلة والذلّة،
لذا ظلّ طفّكَ عاليا، يشاطرُهُ الشعراءُ، والحكّائون،
ورواةُ الأسفارِ..
أيها الواهبُ، دونَ موتِك يهبطُ الكلامُ،
يسوحُ الأرضَ، يدخل الاناشيد والقواميس والخرائط،
له أثرُ التأويلِ، وسؤالُ العقلِ، واستعارةُ اللغةِ،
ودرايةُ الفكرةِ،
وبوحُ العازمِ،
وأنينُ الداعي.
وامتلاءُ الشهادة..
دَرٌّ لصوتِكَ إذْ يصير زمانا
تهفو له كلُّ الخطوبِ لسانا
ماشاء تحملُ فيضَه أسماؤهُ
حتى يفيض مروءةً وحنانا
هو أولُ الاسماءِ، أولُ بوحِها
طَلِقٌ يباهي بالدماءِ بيانا
هو عابرٌ للوقتِ دونَ أهلّة
حملَ الطفوفَ العالياتِ مكانا..
تمشي اليه العادياتُ كسيرةً
فتجيئه، خجلى الدماء رهانا