اتساع الدعم السياسي للحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية
الرياضة
2020/08/24
+A
-A
بيروت / جبار عودة الخطاط
ما زالت الساحة اللبنانية حبلى بالتطورات السياسية والأمنية، ففي الوقت الذي تشهد فيه محاولات طرح هوية البديل لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة حسان دياب عمليات شد وجذب بين الفرقاء السياسيين، تشهد الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة المزيد من حالات التوتر حيث حلق الطيران الحربي الإسرائيلي أمس الأحد على علو متوسط فوق النبطية وإقليم التفاح وبنت جبيل ومرجعيون، وشن غارات وهمية بعد يوم واحد من إسقاط حزب الله طائرة مسيرة إسرائيلية بالقرب من بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان.
إلى ذلك، يصل وزير الدفاع الإيطالي لورينتزو غوريني اليوم الاثنين إلى بيروت، في زيارة وصفت بالمهمة، وكان وزير الدفاع الإيطالي أوعز بإرسال السفينة التي وصلت الأحد إلى شواطئ بيروت، والمحملة بآليات هندسية، ومستشفى ميداني.
الثنائي الشيعي
أجواء تشكيل الحكومة الجديدة وتسمية رئيسها المنتظر؛ عادت الى واجهة الاهتمام بقوة مرة أخرى بعد انشغال اللبنانيين في الأيام الأخيرة بمسألة المحكمة الدولية وقرار الحكم في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، معلومات «الصباح» تؤكد ان الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) باتا أقرب الفرقاء السياسيين في لبنان في خيار حسم تسمية مرشحهم لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، إذ علمت «الصباح» أن الثنائي اتفقا كما يبدو على تسمية رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري لرئاسة الحكومة.
هذا ما أبلغه الثنائي الشيعي، خلال اللقاء في عين التينة لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، قبل يومين حيث أكدا رغبتهما بعودة سعد الحريري لحاجة الموقف ولما يتمتع به الحريري بعلاقات دولية، كما أن خطابه الوطني كان يحرص على السلم الأهلي وهو ما من شأنه الإسهام في ترصين الجبهة الداخلية في هذه المرحلة الحرجة.
موقف عون
في حين تفيد المعلومات بأن جبران باسيل قدم للثنائي الشيعي اسم القاضي «أيمن عويدات»، وان تعذر قبوله فالقاضي «حاتم ماضي» لرئاسة الحكومة، مبدياً تحفظ التيار الوطني الحر على حكومة يترأسها الحريري.
وعلمت «الصباح» أن الرئيس اللبناني ميشال عون بات أقرب لطرح اسم القاضي أيمن عويدات لخلافة حسان دياب، غير ان هذا الطرح من الصعب تمريره في ظل تمسك الحليفين الرئيسن للتيار، حزب الله وحركة أمل بطرح اسم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة.
بهذا الاتجاه قال النائب عن حركة أمل محمد خواجة: «نحن طرحنا اسم سعد الحريري لرئاسة الحكومة، ونقول لمن لديه اسم افضل فليقدمه، وأنا مع أن تتحمل كل القوى التي كانت في الحكومة في السابق مسؤولياتها، وأن تكون موحدة»، وأكد أنه «إذا سارت القاطرة بالحريري بما يجمع بين رئيس مجلس النواب بري ووليد جنبلاط مثلا من الممكن أن تسير الأمور، وحزب الله بالتأكيد يريد الحريري».
إقناع الفرقاء
ليس هذا فحسب بل أن المعلومات التي حصلت عليها «الصباح» تفيد بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهداً كبيراً من أجل إقناع بعض القوى الرئيسة التي ما زالت تتحفظ على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة مثل القوى المسيحية المارونية لا سيما التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون واللقاء الديمقراطي الذي يتزعمه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.. والأخير كما نقلت التسريبات مؤخراً بدا وكأنه ينسق مع حزب القوات اللبنانية وزعيمها سمير جعجع في مقاربة الملف الحكومي وقد نقلت الأخبار أن نائب وزير الخارجية الأميركي هيل قد نقل لسعد الحريري بأن «كل من جنبلاط وجعجع لا يرغبان بعودتك للسراي الحكومي».. والثنائي جنبلاط وجعجع يطالبان بتشكيل «حكومة إنقاذ بعيدة كما يصرحان عن تشكيل الحكومات التي تسمى بالوحدة الوطنية وهي ليست سوى حكومات محاصصة حزبية وفئوية».
المراقبون للمشهد اللبناني يذهبون الى أن جعجع وجنبلاط يسعيان الى إقصاء حزب الله من التشكيل الحكومي تحت هذا العنوان، وهو الأمر الذي رفضه النائب حسن فضل الله الناطق باسم التكتل البرلماني لحزب الله بقوله: «لا يستطيع أحد إبعادنا عن التشكيل الحكومي، فنحن حزب لبناني لنا ثقلنا السياسي الشعبي الكبير، بل هو الأكبر على امتداد الساحة اللبنانية».
عودة الحريري
فرنسا كما علمت «الصباح» من مصدر لبناني، دعمت عودة سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهي تتماهى في هذا الخيار مع موقف الثنائي الشيعي المحبذ لعودة الحريري، وأفادت مصادر بان باريس أجرت خلال الاسبوع الماضي عدة اتصالات دولية لتذليل العقبات أمام عودة الحريري، وحاولت بهذا الشأن إقناع الرئيس الأميركي بأن «خيار الحريري هو الأمثل للبنان بهذا الوقت»، في حين تؤكد التسريبات بأن أميركا هي أقرب لموقف المملكة العربية السعودية عدم الارتياح لعودة زعيم تيار المستقبل، وربما يتم أعطاء موافقة مشروطة بأن يتخذ الحريري مواقف أكثر تصلباً إزاء حزب الله، وتضيف المصادر، أن الرياض كانت تنتظر موقفاً وخطاباً متشدداً من سعد الحريري في أعقاب النطق بالحكم في قضية اغتيال والده رفيق الحريري تجاه حزب الله، غير أن الحريري يصر على خطابه الذي يعتقد بأنه يحافظ على مقتضيات السلم الأهلي في لبنان.
الى ذلك، أكد السفير الروسي في لبنان ألسكندر زاسبكين، أن بلاده تفضل تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وشدد على، أن «سبب انفجار بيروت هو الإهمال ولا أؤمن بنظرية المؤامرة أو الخلفية السياسية للموضوع، كما استبعد فرضية الضربة الاسرائيلية، والتحقيق الدولي يمكن أن يكون خطيراً والدليل على ذلك التحقيق في الأسلحة الكيميائية في سوريا».
ولفت زاسبكين الى أن «الموقف الفرنسي الذي أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن العقد الجديد ليس واضحاً ولبنان بحاجة الى إصلاحات، ونحن نفضّل أن تتشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ووفق المعايير».
رجالات إنقاذ
بموازاة ذلك، أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي في خطبة الأحد في الديمان، انّ «الشعب والعالم يترقّبان تأليفَ حكومة إنقاذٍ وطنيٍّ واقتصاديٍّ سريعًا دونما إبطاء، مهما كان السبب، شرط أن تتألف من رجالات إنقاذ. فلمَ مقاومةُ الإصلاح؟ ولمَ حصرُ السلطة بمنظومةٍ أثبتَتْ فشلَها؟ إنّ ما نخشاه أن يكون أحدُ أهدافِ التسويف في تأليف الحكومة هو إعادةُ لبنان إلى عزلته التي كان يَرزح تحتها قبل تفجير المرفأ، وعرقلةُ زيارات كبارِ مسؤولي العالم إليه، بغية تأكيد القرب من شعبه الأبيّ بما يقدّمون من مساعدات. هذا الشعب الذي أظهرَ تضامنه، من خلال شبانه وشاباته وسائر المتطوّعين من أطبَّاء ومهندسين ومحامين، وسواهم من المحسنين والمتبرّعين والمنظّمات الإنسانيّة والكنسية والرسولية والكشفية. هؤلاء كلُّهم هبّوا للنّجدة على تنوّعها، فكفكفوا دموعا وعزّوا قلوبا، وشجَّعوا
إرادات. فضلاً عن الذين تبرّعوا بالمال سخيًّا لمساعدة الاسر والمؤسسات، والذين باشروا في ترميم المنازل، ووضع التصميم العامّ، والجهات التي أعلنت تبنّيها إعادة بناء وترميم مستشفيات وكنائس، وهم موضوع صلاتنا وتشجيعنا واهتمامنا لدى ذوي الارادات الحسنة».