علي حنون
غالبا ما يُقال أن برشلونة اخفق أو نجح واعتبره قولا فيه من (المجاز) الشيء الكثير، ذلك ان الواقع يُؤكد أن ممثل (كتالونيا)، عجز في المُواسم الأخيرة عن إيجاد تشكيلة تعكس في أدائها روح الفريق، بعدما استكان القائمون عليه إلى أمر الاعتماد على ميسي قائدا وفارسا مُلهما.
حيث أصبحت التشكيلة قائمة ومُعتمدة على (الساحر)، الذي متى أبدع فاز الفريق ومتى تعثر، تعثر معه الفريق، وربما تكون هذه الرؤية تلمست سبيل النجاح عندما كان الأرجنتيني يعيش أوج عطائه وريعان شبابه ولكن مع نضوب خزين الجودة لديه بحكم التقدم بالعمر (والإفراط ) في بذل الجهد البدني، أخذت عيوب الصورة السلبية (لاعتماد) برشلونة الكُلي على المُخلص بالوضوح شيئا فشيئا.
يقينا، أن الفريق لن يقوى مع أي مدرب، على تحقيق التفوق الخارجي، أمام كبار فرق أوربا، المنتشية بالحيوية، في حال لم يُغيير من فلسفته (التقليدية) والاعتقاد بان كرة القدم لعبة جماعية، مثلما تُؤمن وتعمل الأندية الانكليزية والألمانية، نعم هي تعتمد على بعض الوجوه لإضفاء لمسة من التميّز على أداء الفريق لكنها لا تُراهن في اصابة التفوق على أداء لاعب بمعزل عن نجاح التشكيلة لأنها تُؤمن بان الاسم الكبير ينبغي أن يكون في خدمة القائمة لا ان تكون التشكيلة في خدمة اللاعب، مهما علا شأنه.
ومع استلام الهولندي رونالد كومان منصبه مدربا للفريق الكتالوني، فان من بين عشاق (بلوغرانا) من تنفس الصعداء معتقدا بان روح النشاط ستدب في جسد يعاني من الإرهاق، طالما أن الهولندي يقف على مكامن الخلل في تشكيلة (البرسا) وسيعمل، بحسب تصريحه، على رسم خارطة طريق تُفعل قدرات الجميع، وفي الجانب المُقابل، يعتقد آخرون أن مُهمة كومان ربما لن تكون أفضل، حتى وان قفز الأداء محليا، فان الصعوبة ستبقى حاضرة في صراعه مع كبار القارة العجوز، لان الفتى الأول كبر وأعرب غير مرة، عن رغبته في المُغادرة ولم يعد اغلب أعضاء الكتيبة البرشلونية، يقوى على الأداء الأفضل..من هنا يقفز السؤال الأهم، هل نجد في الموسم القادم من الفريق الكتلوني صورة مُغايرة مع كومان؟ الإجابة ،يقينا، مُؤجلة الى حين انطلاق (لا ليغا) في نسختها القادمة.