الأولمبي أين؟

الرياضة 2020/08/25
...

علي النعيمي 
متى ما تسلم المدير الفني الجديد الهولندي يان فان ستا مهامه في اللجنة التطبيعية لبادر الى تسمية طاقم تدريبي فني جديد للمنتخب الأولمبي فور وصوله الى العراق، بمعزل عما إذا كانت هناك استحقاقات قريبة أم لا، لأنه يدرك جيداً ان فئة المنتخبات الأولمبية تعد من أهم الحلقات الستراتيجية والمفصلية في تطوير قاعدة اللعبة في المستقبل البعيد وتسهم برسم ملامح الهوية الفنية لكرة أي بلد متى ما نجح المتخصصون في توظيف واستثمار هذه الفئة بالشكل الأمثل.
 فقط في العراق تتلاشى هذه الحلقة وتختفي من دون أي استمرارية او متابعة، حال الانتهاء من أي مشاركة أولمبية، أولا بسبب غياب دوري الرديف تحت 22 عاما، وثانياً أن الفكرة السائدة بأن الذي لم يحالفه الحظ في الوصول الى المنتخب الوطني لا يعد لاعباً مميزاً وبذلك يتم اغفال شريحة كبيرة من اللاعبين لفئتي( 20-21) عاماً الذين يحق لهم اللعب مع هذا المنتخب في التصفيات الاولية المقبلة او في الوديات للإفادة منهم وفقا لسياسة الإحلال والتعويض الجزئي للمنتخب تماشياً مع فكرة آلية البناء التراكمي بالتزامن مع مخرجات مدربي الفئات العمرية (الناشئين، الشباب) وتطابقها مع النهج الخططي لمدرب المنتخب الأول .
تبريرات اللجنة الفنية بتأجيل تسمية مدرب الاولمبي غير مقنعة وتحمل رؤية قاصرة وتدور فقط في (فلك الضائقة الاموال) وتخلو من أي نظرة مستقبلية او بعد ستراتيجي وتنطلق من مبدأ( ليس لدينا استحقاقات قريبة اذن لا فائدة من تسمية ملاك تدريبي للمنتخب الأولمبي وهدر الاموال) وكأنها تتذرع بذات الحجج التي كانت تصدر من الاتحاد السابق بشأن شح التمويل مع الفارق ان الاتحادات السابقة دأبت على تسمية الملاكات التدريبية لجميع المنتخبات في احلك الظروف والأيام.
والأمر المتناقض الآخر هو ان التطبيعية ناقشت مدرب منتخبنا كاتانيتش بتجديد عقده وفاوضت مدربي الشباب والناشئين والاشبال بشأن عقودهم أيضا لكنها تحيل قرار تسمية الطاقم الأولمبي الى الاتحاد الجديد، كذلك ان السواد الأعظم من أصحاب الشأن في هذه الهيئة لديهم اتصالات واسعة في المجالين الاسيوي والعربي ويدركون جيداً ويعلمون علم اليقين أن العراق هو البلد الوحيد من القارة الاسيوية ليس لديه منتخب اولمبي ولا طاقم تدريبي بغض النظر عن البطولات القريبة. 
وعليه يبدو ان فكرة لملمة وتجميع المنتخب وتشكيل اللاعبين قبل أي استحقاق قاري او عربي بأسابيع ستكون هي الأرجح على مبدأ (حزك لزك )هو الشعار المحبب والسائد في عرفنا الكروي منذ عقود حتى لو اشرف على كرتنا أكبر بروفسيور آسيوي أو خبير عالمي من الفيفا في مجال التخطيط أو تساءل أحدهم: أين هو المنتخب الأولمبي ومن يدربه حاليا؟