جواز السفر الصومالي .. يتقدمنا !

الصفحة الاخيرة 2020/08/27
...

زيد الحلّي
    
اللهم لا حسد ، فالحسد إهانة للذات ، لكني مضطر الى ان اشير الى البلد الشقيق الصومال  بشيء ، ربما يعتقد البعض ان ذكره يأتي من باب  ( الحسد ) بعد ان اعتراني العجب ، وانا اطالع ما نشرته  اجهزة الاعلام الدولية ، نقلاً عن مؤشر "هينلي" العالمي، الذي يقيّم جوازات السفر الأكثر ملاءمة للسفر بشكل دوري ، حيث جاء الجواز الصومالي متقدما على  جواز سفر " العراق " بأكثر من نقطة ، فيما كان الجوازان العراقي والافغاني في آخر قائمة المؤشر العالمي !
ومعروف ، ان مؤشر "هينلي" لجوازات السفر هو تصنيف عالمي يصنف دول العالم حسب جوازات السفر الأقوى من حيث حرية تنقل مواطنيها في جميع أنحاء العالم من دون تأشيرة ، أو بتأشيرة دخول عند الوصول ..
وبغصة وحسرة ، اذكر ان جواز السفر الإماراتي تصدر قائمة الجوازات العربية وحل في المرتبة الـ 18، وبذلك  يسمح لحامله بزيارة 171 دولة دون تأشيرة ، وجاء جواز السفر الكويتي بالمرتبة 57، حيث يقدم لحامله إمكانية زيارة 95 دولة دون الحصول على تأشيرة، وحل خلفه في المرتبة 58 جواز السفر القطري ، بعدد دول يصل لـ93 دولة ،
وجاء جواز السفر المصري بالمرتبة الـ 93 في الترتيب، بعدد دول وصل لـ 49 دولة ، والصومال، في المرتبة  لـ 104 بعدد دول وصل لـ 32 ولن اعدد باقي الدول لضيق المساحة، لأصل الى وطني العراق ، حيث حل جواز سفرنا العتيد ، الذي كان معززا ، مكرما ، لاسيما في العهد الملكي  في المرتبة الاخيرة بالرقم 106 بعدد دول وصل لـ 28 دولة.. فقط !
اسأل كل مسؤول ، حريص على سمعة البلد ، في وزارتي الخارجية والداخلية هل من المعقول ، ان بلدا شقيقاً مثل (الصومال) القابع وراء مشكلات كثيرة ويعيش ضمن تصنيف دولي معروف ، كونه البلد الأسوأ في الموارد المالية والأفقر عالمياً، ووضعه الامني بات معروفاً لدى الجميع ، ان يكون جواز سفره ، اقوى تداولا من العراق ؟ .. كيف وصلنا  الى هذه النقطة السوداء ، وكيف ، يرتضي المسؤول المعني ، ان يكون العالم مفتوحا أمام مواطني دولة شقيقة ، من خلال دخول مواطنيها إلى 171 دولة  دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، فيما لا يسمح لحاملي الجواز العراقي سوى بدخول 28 دولة فقط ..ألا يدرك ، هذا المسؤول ان جهود الدولة الشقيقة ، هي التي اوصلتهم الى هذا البهاء 
الدولي.
سادتي المسؤولين في دولة العراق ، دولة التاريخ والعراقة ، ان قوة جواز  السفر لا تأتي من فراغ وإنما تعكس قوة الدولة ووزنها ، ولا يدخل في نطاق المجاملات بين الدول، فلا دولة تجامل أخرى على حساب أمنها القومي ، وقوة جواز السفر لأي دولة في العالم تنبع بالأساس من قوة هذه الدولة ومدى تأثيرها ونفوذها في الساحة الدولية، وسعة الثقة في سياساتها ومواطنيها ، فعلينا فهم هذه الحقيقة ، و ان نعد العدة للخروج من " خانة " المرحلة الاخيرة ، الى مراحل تليق باسم بلد الحضارة ، فقوة الجواز ، ترتبط بقوة وفاعلية  الدولة التي أصدرته، فكلما تمتعت الدولة المصدرة للجواز بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، ستفتح الدول الأخرى أبوابها لمواطني هذه الدولة .. فهل نحن قادرون على اللحاق بجوازات الدولة الشقيقة التي تقدمت علينا؟ لن
اجيب !