محطات في طريق الذكرى

استراحة 2020/08/28
...

  بغداد : الصباح
 
مع تجدد ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الكرام، الذين سطروا أروع البطولات وأنبل المواقف على كل الصعد. نسعى كل عام للاهتمام بإبراز مظاهر هذه المناسبة بمستوى متطور عما سبقه من السنوات، بما ينسجم مع قيم ومبادئ تلك الثورة العظيمة للإمام الحسين (ع) التي تحولت الى مدرسة متكاملة للبطولة والوفاء والتضحية والشجاعة والبسالة والاستشهاد. وينبغي على شبابنا إدامة صلة الارتباط بهذه الذكرى الأليمة من خلال الارتباط بقيمها وأشخاصها، فنستذكر بطولاتهم، ونستلهم الدروس والعبر من تضحياتهم.. ونتعلم من هذه المدرسة معاني الوفاء والكرامة وسبل الحفاظ على المقدسات.
لهذا فإننا بحاجة مع بداية كل عام هجري، الى أنْ نسأل: كيف ينبغي أنْ نستقبل عاشوراء الحسين (ع)، وكيف ينبغي أنْ نتعامل مع بطولات أهل بيت الحسين عليهم السلام، ونبل وتضحيات أصحاب الحسين رضوان الله عليهم جميعاً. ويمكن معرفة بعض من هذه الطريق عبر قراءة سيرة الإمام الحسين (ع) وسيرة أصحابه بقية أبطال عاشوراء كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً.. لأنه لا يمكننا أنْ نستفيد من هذه النفحة الربانية، من دون معرفة سير ومسيرة هؤلاء الأفذاذ، الذين سطروا أروع البطولات وأنبل التضحيات.. فالمعرفة بعاشوراء، أهدافها، دوافعها، مراحلها، أحداثها اليومية، أبطالها، هو المدخل الطبيعي للاستفادة من هذه المدرسة العظيمة على المستوى الخاص وعلى المستوى العام.. فهي مدرسة لنا كأفراد مؤمنين ينبغي أنْ نتحمل مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مهما كانت الصعوبات، كما أنها مدرسة لنا كمجتمع ننتسب إلى مدرسة أهل البيت (ع).. فهي رافعة لنا جميعاً، ولن تؤثر فينا هذه المدرسة إلا بمعرفتها، ومعرفة أبطالها وسيرهم المتعددة.
كما يمكن المساهمة والمشاركة في برامج عاشوراء التي نراها منتشرة في عموم البلاد وبين مختلف الأعمار والفئات، إذ نرى الشباب يبادرون خلال هذه الأيام المباركة لحضور مجالس عاشوراء الحسين (ع) وتقديم الخدمة للحاضرين، ولكل الملتمسين للفائدة من هذة الطريق المباركة.
ما ينفع الناس هو الباقي في الذاكرة، ولا بأس في هذا الصدد، ومن المفيد أنْ يقوم الشباب بأية مبادرة اجتماعية لتعزيز ذكرى الإمام (ع) مثل توزيع سلال المساعدات الغذائية والمادية والعينية المختلفة بين المتعففين في هذه المناسبة.
ومن الجانب الفني، كنا قد شاهدنا في مدينة كربلاء المقدسة خلال العام الماضي قيام جمع من الفنانين الشباب بممارسات فنيَّة جماهيريَّة تعزز قيم ثورة الإمام (ع) في نفوس الناس، من خلال إقامة مسرحيات حسينية هادفة قصيرة ومشاهد تعبيريَّة تستلهم روحيتها من قيم ثورة الإمام (ع) لتعزيز قيم المجتمع، وكانت هناك معارض للوحات فنية تتحدث عن عاشوراء وأهداف ثورة الإمام الحسين (ع).