‎‫الترنيمة‬

ثقافة 2020/08/29
...

   مصطفى الصائغ
 
على كتِفَيكَ تختلفُ الملائِكْ‬‬‬‬
‎‫وترتَعِدُ الفرائصُ من إبائِك‬‬‬‬
 
‎‫كأنّ الكونَ حين وقفتَ تدعو‬‬‬‬
‎‫غدا كالجِرمِ يسبحُ في فضائِك‬‬‬‬
 
‎‫تُسبِّحُ والسماءُ تكادُ تهوي‬‬‬‬
‎‫ويُمسِكُها التحنّنُُ في دعائِك‬‬‬‬
 
‎‫فما للشمسِ من نورٍ ولكن‬‬‬‬
‎‫عليها لاحَ نزفٌ من ضيائِك‬‬‬‬
 
‎‫فلا شيءَ احتواكَ وأنت كلٌ‬‬‬‬
‎‫توحّدَ مَن له أمرُ احتوائِك‬‬‬‬
 
‎‫أكنتَ الموتَ أنت، فلا أظنُّ‬‬‬‬
‎‫بأنّ الموتَ يقرُبُ من سمائِك‬‬‬‬
 
‎‫عليك الكبرياءُ يطوفُ سبعاً‬‬‬‬
‎‫ويسجدُ عِنْدَ كعبةِ كبريائِك‬‬‬‬
 
‎‫وما للعزِّ من معنىً إذا لم‬‬‬‬
‎‫يكن يوما تشبّثَ في ردائِك‬‬‬‬
 
‎‫يُرى ما كانَ خلفَك من أمامٍ‬‬‬‬
‎‫كذاك العكسُ يُصبحُ من نقائِك‬‬‬‬
 
‎‫يغضُّ العرشُ عنكَ الطرفَ حُبّاً‬‬‬‬
‎‫وتُغضي الطرفَ عنه من حيائِك‬‬‬‬
 
‎‫رآك الله ُ ،كيف أرادَ ، حتى‬‬‬‬
‎‫له كانَ التفرُّدُ باقتنائِك‬‬‬‬
 
‎‫نثرتَ بنيْكَ في الصحراءِ عُشْبا‬‬‬‬
‎‫وأطعمتَ اللواهبَ من خبائِك‬‬‬‬
 
‎‫ظميٌّ والعيونُ تراكَ نهراً‬‬‬‬
‎‫فتَروي العالمينَ على ظِمائِك‬‬‬‬
 
‎‫بهيُ الوجهِ يومَ الموتِ كيف‬‬‬‬
‎‫بيوم البِشْرِ توصَفُ في بهائِك‬‬‬‬
 
‎‫الى ما شاءَ ربُّ العرش ،تُعطي‬‬‬‬
‎‫فلا نفْدٌ وحدٌّ في عطائِك‬‬‬‬
 
‎‫تُقدِّمُ للنواهلِ كيفَ شاءت‬‬‬‬
‎‫زكيَّ الوِردِ تشربُ من دمائِك‬‬‬‬
 
‎‫تُلاقي المرهفاتِ لقاءَ شوقٍ‬‬‬‬
‎‫وتُسكِنُها العظيمَ من الأرائِك‬‬‬‬
 
‎‫جروحُك أنبياءٌ ليس تُحصى‬‬‬‬
‎‫فما أسمى رسالةَ أنبيائِك‬‬‬‬
 
‎‫بِحُلمٍ لستُ أعلمُ منتهاهُ‬‬‬‬
‎‫سوى بعضِ التكهُّنِ في سخائِك‬‬‬‬
 
‎‫تدورُ بمحورِ التقديسِ شمسٌ‬‬‬‬
‎‫ليبزُغَ نورُها من كربلائِك‬‬‬‬
 ‎‫على وجهِ السماءِ تُرى ورودٌ‬‬‬‬
‎‫لو اجتمعَ الوجودُ على وَلائِك‬‬‬‬
 
‎‫مدحتُك أم رثيتُكَ لستُ أدري‬‬‬‬
‎‫أضعْتُ اليوم مدحَك من رثائِك‬‬‬‬
 
‎‫فأبناءُ الجفونِ إليك تسعى‬‬‬‬
‎‫سواءاً في الولادةِ أو عزائِك‬‬‬‬
 
‎‫هما حرفان حاءٌ ثُمّ باءٌ‬‬‬‬
‎‫ولا معنىً يتمُّ بِغَيْرِ حائِك‬‬‬‬
 
‎‫سيفنى القادمونَ ومن تلاهُم‬‬‬‬
‎‫ويبقى في الدهورِ صدى ندائِك‬‬‬‬
 
‎‫وتفنى النافياتُ الناهياتُ‬‬‬‬
‎‫ويلمعُ في المعاني نجمُ لائِك‬‬