مجلة الأديب العراقي.. العدد 24

ثقافة 2020/09/01
...

  قحطان جاسم جواد

 
 
على الرغم من المسؤوليات الادارية والتنظيمية المتشعبة لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق واصداره للمطبوعات ونتاجات الادباء في أنحاء العراق، فهو يحرص على إدامة الصلة الثقافية من خلال مطبوعه الأنيق الفصلي مجلة "الاديب العراقي"، فأصدر مؤخرا عدده الجديد الذي يحمل الرقم 24. 
وجاء كالعادة مليئا بموضوعات ثقافية تهم المثقفين والثقافة في العراق. تصدرت غلافي المجلة الأول والأخير منحوتات للفنان التشكيلي مكي حسين، فيما قام بتصميم العدد الدكتور فلاح الخطاط. في افتتاحية رئيس التحرير الدكتور احمد مهدي الزبيدي أكد فيها على الاهتمام بقضية الانسان فيقول: (ليست مرآة ستاندال وحدها من تبحث عن واقعية الادب، وليس الفن البروليتاري وحده من يدعو للاهتمام بالانسان الكادح، فالأدب في بنيته الجمالية ماهو إلا نزعة إنسانية تفسر الأشياء برؤية خاصة ومغالطة منطقية. وحتى يكون الكلام واقعيا فلننظر الى أدبنا العربي لاسيما الشعري سنجده أدبا يتوسل الانسان ويحاول أن يجسد دوره وثقافته في الحياة). وكتب د.سلمان الكاصد عن تشكلات بنية التدهور في رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد السعداوي يقول فيه: (هناك إحساس شفيف يتمثل أمامنا في بنية الحكاية من خلال وهم الشخصية الواقعية ذاتها في الرواية إذ نجد الوثيقة والمذكرات بمثابة عناصر سردية بديلة. وهي وسائل يتشكل منها العالم السردي الذي يراد تصويره). وكتب الدكتور سمير الشيخ دراسة بعنوان الفلسفة والترجمة والتأويل في سيميائيات الاديان. فيما تناول الكاتب عباس خلف السيرة النظرية.. احتمال المعنى والتقاء الممكن في كتاب محمد خضير (السرد والكتاب) تساءل فيه عن ماهية أفكار ورؤى الكائن المنقب في بحثه عن عدة تساؤلات منها؛ لماذا نكتب؟ وما معنى التأليف؟ وكيف نرى الاساليب الروائية؟ وما الاشكال التي نصنعها من السرد؟ وما اهمية التذوق كشعور غامر او احساس مسبق؟. 
وبعد البحث والتساؤل يقول إن النص الواقعي لايعطينا اكثر من تبادل واقع بواقع او صورة بصورة، وكما اشار ستندال وقبله لوكاش ان الروائي كحامل المرآة اذا صادفها الوحل فإن العيب ليس بحاملها بل العيب في الوحل. وكتب د.سعد الحسني عن مظفر النواب كشعرية بين مطرقة الفصحى وسندان العامية، اشار فيه الى ان المتتبع لنصوص النواب عموما يتأرجح بين اتقانه الفصحى والعامية في آن، وكلاهما صعب المراس لاسيما حين تترجم نصوصه الى اللغات الاجنبية. وكتبت عذراء غائب عبد مقالا عن البلاغة العربية في ضوء النقد الثقافي، أجرت فيه مقارنة بين سمة الدرس البلاغي حين يكون متجها نحو الذوقية وبين المنهجية العلمية، التي تبعد الذوق وتنهي وجوده. في حقل الشعر نشرت المجلة قصيدة للشاعر كاظم اللايذ بعنوان "دنانيري الملكية" يقول مطلعها (جمجمتي تتجول في الاسواق/ وعليها سدارة فيصيلية/ وتحتها ربطة عنق/ كتلك التي يبيعها اهل البالات). وكتب بسام مهدي صالح دراما شعرية من مشهد واحد بعنوان "شقة الحبيبة".