ملاعبنا.. أرق متجدد

الرياضة 2020/09/01
...

خالد جاسم
منذ سنوات والمناشدات مستمرة ولم تنقطع للأطراف المعنية ومنها اتحاد الكرة حول ضرورة تهيئة الملاعب النظامية المكتملة قبيل انطلاق كل موسم جديد، هي دعوات تنم عن حرص كبير بكل تأكيد في مسألة حيوية ومهمة جدا لها عميق الصلة ليس في تأمين متطلبات أساسية تكاد تمثل الأولوية في إنجاح الموسم الجديد وتحديدا المسابقة الأكبروالأهم مسابقة الدوري الممتاز، بل لأن تهيئة الملاعب وفق مواصفات نموذجية تضمن لنا مستوى كرويا رفيعا سيما ان المعضلة الأساس في واقعنا الكروي العام وفي موضوعة الدوري على وجه التحديد هو الافتقار الى الملاعب النظامية التي تضمن متطلبات الحد الأدنى من السلامة ومواصفات النجاح خصوصا الأرضيات والملاحق الأخرى , كما إننا حرصنا مرارا وقبيل انطلاق كل موسم على ضرورة الاعتناء بقضية الملاعب الى حد مطالبتنا بعدم إشراك كل ناد في مسابقة الدوري لايمتلك ملعبا خاصا به لاستضافة المباريات وبما ينسجم مع المتطلبات الاحترافية المتعارف عليها والتي تجسدت في التراخيص الاسيوية, كذلك أكدنا كثيرا على وضع معايير وضوابط صارمة تكون دليل عمل لدى لجان فحص الملاعب التي يشكلها الاتحاد في العادة قبل افتتاح الموسم بمدة وجيزة ولكن للأسف فإن معظم تلك اللجان تفتقد الى المهنية في إداء المهمة وتحتكم الى المجاملات وغض الطرف عن الكثير من العيوب والسلبيات خلال جولاتها التفتيشية ذات الطابع الميداني, وتكتب تقارير السلامة النوعية وصلاحية هذه الملاعب ومنح إدارات الأندية بوليصة الجدارة لملاعبها قبل أن تتكرر الحكاية المأساوية في أوج مسابقة الدوري فتظهر العيوب والثغرات في تلك الملاعب ومايترتب عليها من أضرار ومساوئ وبؤس حقيقي . وهنا ومع التجديد على الدعوة المبكرة بشأن تقيد اتحاد الكرة بضرورة العمل من أجل تأمين الملاعب النظامية قبل تدشين الموسم الجديد , إلا إنني أجد من الإنصاف والموضوعية في القول , ان تلك المهمة الصعبة يجب أن لاتكون مقتصرة على اتحاد الكرة وحده بقدر تطلبها تعاونا وتنسيقا وجهدا مشتركا يجب أن يشرع بها منذ الان مع وزارة الشباب المسؤولة بشكل مباشر عن الأندية أولا وفي توفير البنى الارتكازية للرياضة وفي مقدمتها الملاعب النظامية ثانيا , ذلك إن اتحاد الكرة وكما هو معروف مسؤول عن الجوانب الفنية في كرة القدم وليست لديه السلطات أو الصلاحيات الادارية التي تجيز له محاسبة الأندية إلا وفق الضوابط الفنية المألوفة ومنها فحص الملاعب وتأمينها من حيث توافر الشروط النوعية , في الوقت الذي يتوجب فيه على وزارة الشباب وبحكم الصلاحية والاختصاص العمل الجاد والمثابر من أجل توفير الملاعب النظامية الصالحة حتى مع تقديرنا للظروف الصعبة بسبب كورونا والأزمة المالية,لكن في إمكان الوزارة وكما وعدت سابقا التعاون مع المؤسسات الحكومية من أجل توظيف القدرات الجديرة بإعادة تأهيل ملاعب الأندية حتى لو كان ذلك بطريقة الاستثمار , مع إنني أتخوف مسبقا من عدم تنفيذ الجهات الحكومية لوعودها , وأتذكر لقاء أسرة اتحاد الكرة الحالي في أول نشاط رسمي لها عندما التقت أمين بغداد السابق الذي وعد من بين ماأعلن من وعود , بإطلاق حملة كبرى تشمل تأهيل واعداد وتهيئة ملاعب أندية العاصمة وخصوصا أرضياتها السيئة كخيار وصفته في حينه بإنه ربما يكون أجدى وأنفع ولايحتاج الى حملة كبرى أو فزعة بقدر حاجته الى صيغة من التنسيق والتعاون الذي لم يحدث أو يتحقق على أرض الواقع بالطبع .