مصطفى أديب رئيساً للحكومة اللبنانية الجديدة

الرياضة 2020/09/01
...

  بيروت : امين ناصر وجبار عودة الخطاط
كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أمس الاثنين، الدكتور مصطفى أديب بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة التي ستخلف حكومة المستقيل حسان دياب، ويأتي هذا التكليف بعد يوم من الاستشارات النيابية الملزمة التي وصفها المراقبون بـ "الأسرع في تأريخ لبنان"، لتحديد هوية القادم الجديد لحمل حقيبة الرئاسة في السراي الحكومي، إذ انتهت الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهيرة أمس، بلقاء أخير جمع الرئيس اللبناني عون مع كتلة حركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري، وسمت الكتلة خلاله السفير مصطفى أديب رئيساً للحكومة.

وكانت المحصلة النهائية للاستشارات النيابية كالتالي:90 صوتاً للسفير مصطفى أديب، 16 صوتاً لنواف سلام، صوت واحد لوزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن، صوت واحد لفضل شلق، بينما لم تسم 7 أصوات خلال الاستشارات. 
 
كيف تمت التسمية؟
علمت "الصباح" من مصادر مطلعة أن الرئيس الفرنسي ماكرون، وفي إطار دخوله بقوة على خط الأزمة الحكومية اللبنانية، قد كثف اتصالاته الهاتفية خلال أيام الجمعة والسبت والأحد التي سبقت يوم الاستشارات النيابية، وأنه ونتيجة لهذا التواصل الذي رافقه تحرك السفير الفرنسي لدى بيروت برنار فوشيه، استطاع ماكرون بلورة توافق جميع الفرقاء السياسيين في لبنان على تسمية السفير أديب، باستثناء زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أصر على تأييد تسمية السفير نواف سلام، هذا الخيار الذي سبق أن طرحته فرنسا وقوبل برفض مطلق من قبل حزب الله وحركة أمل، ما جعل ماكرون يعدل خياراته ويعمد الى طرح تسمية السفير مصطفى أديب وتحرك على وفق ذلك.
كما أن "فيتو" الرياض على مشاركة تيار "المستقبل" في الاستشارات - كما أكد مصدر لـ "الصباح"-  لم يستطع تحقيق مفاعيله، من خلال السعي لرفع (الغطاء السني) عن الحكومة المنتظرة، بعد أن وصل خيار تسويق السفير نواف سلام الى طريق مسدود. 
الفرقاء السياسيون اللبنانيون بدوا في عجلة من أمرهم في إنهاء مهمة التكليف قبل وصول الرئيس الفرنسي ماكرون لبيروت مساء أمس الاثنين، وقال الباحث اللبناني عباس غصن لـ "الصباح": "كما هو واضح؛ فعل العامل الخارجي فعله في معضلة الملف الحكومي الشائك، ومهما يكن من أمر، نأمل أن نجد العمل الوطني الجاد في الميدان لنتغلب على كل الهويات الفرعية وينهض لبنان من كبوته".
 
كلمة الرئيس المكلف
هذا وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب، في كلمة له من قصر بعبدا أنه "لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، والقلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل، وبإذن الله سنوفق في مهمة اختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءات والاختصاص"، مشدداً على أن "الفرصة أمامنا ضيقة، وعلى كل القوى السياسية أن تدرك ذلك".
ومصطفى أديب هو دبلوماسي وأكاديمي لبناني حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية، وعمل سابقا مستشارا لرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق  نجيب ميقاتي، وعمل سفيرا في ألمانيا منذ 2013، ومن المنتظر - كما علمت "الصباح"- تأليف كابينة حكومية من 16 وزيرا، للعمل على إخراج لبنان من أزمته الحادة. 
ويروي عارفون بشخصية رئيس الحكومة المكلف، لـ"الصباح" أن "الرجل من الماهرين في تقريب وجهات النظر، إذ يعمل على الابتعاد عن إثارة السجالات والعراقيل، ومقاربة الامور بطريق هادئة، للتوصل الى حلول ذات قواسم مشتركة، مستفيداً من تدريسه في الجامعة القانون الدستوري والعلاقات الدولية". 
 
دولة مدنية
الى ذلك، دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الى "إعلان لبنان دولة مدنية"، متعهدا خلال كلمة وجهها الى اللبنانيين، عشية ذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول بـ"الدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلا الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة"، مشيراً الى أن "النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها، كان صالحاً لزمن مضى"، معتبرا أنه "صار اليوم عائقا أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد، عائقاً أمام أي إصلاح ومكافحة فساد، ومولداً للفتن والتحريض والانقسام، ولكن الأكيد أن لبنان يحتاج الى مفهوم جديد في إدارة شؤونه، يقوم على المواطنة وعلى مدنية 
الدولة".