الحسين وهج حب لا ينطفئ

آراء 2020/09/01
...

  د. أحمد حمزة الشمري
اننا في زمان تتسارع فيه الأحداث، وقد وصلت حركة التغطية الإعلامية فيه إلى سرعة تكاد تكون أسرع من طرفة عين وخطف برق وتعتبر مجالس عزاء سيد الشهداء الامام الحسين (ع) من أهم الشعائر الدينية، اذ أخذت مجالاً واسعاً واهتماماً بالغاً، وتمر السنون تلو السنين وأصحاب المجالس يسعون الى أن تكون هذه السنة أكثر حيوية وحماساً من سابقاتها ، فيطعمون الطعام ، ويبذلون الأموال، ويهتمون بكيفية أداء المراسم بشكل وآخر، وتراهم يزدادون توفيقاً إلى توفيقهم في هذا الطريق وترى الناس بمختلف أديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم العقائدية يتأثرون بهذه المراسم وتنالهم بركاتها، كل على قدر إنائه وخلوص نيته ، والهدف الأسمى لهذه الشعائر الإلهية أن تنتعى الأمة كلها في بوتقة المنهج الحسيني الذي هو تطبيق رائع لقيم الوحي ولكي يكون نهج السبط الشهيد هو الأسمى في كل مكان فهنالك تتحقق كلمة الرسول (صلى الله عليه وآله) (( انه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل مصباح هدى وسفينة نجاة ))، لقد مرت في التاريخ أحداث تاريخية كثيرة ولكن ليست كواقعة عاشوراء لان الشخصية في هذه الواقعة شخصية مهمة في المجتمع الإسلامي، فضلا عن كونه سبط نبي الإسلام ، تتجلى فيه حقائق الكون باجمعه ، وان الامام الحسين (ع) قد رسم بدمائه الزكية و دماء أهل بيته وأنصاره للأمة خارطة طريق للنجاة من كل زلة وللتصدي لكل طاغية وبالنتيجة للعيش الكريم ، يجب أن نتعلم من ثورة الحسين، ثورة انتصار الدم على السيف أسمى معاني البطولة والتضحية والإباء ونسلط الضوء على مفردة من المفردات التي قالها الامام الحسين (ع ) في المعركة لأصحابه ، من كان منكم عليه دين ولم يقض هذا الدين فانه في حل من أمره، فليذهب وليتخذ الليل ستاراً ، لان الشهادة لا تحتسب له الا ان يقضى عنه الدين هكذا كان ابو الأحرار يتعامل مع كل أصحابه والمضحين من اجله ، ان الاستعداد النفسي وحده لايكفي في مواجهة كل التحديات انما ينبغي الاستعداد على جميع الأصعدة وفي كل المستويات ، على كل حسيني اليوم ان يكون شخصية متطورة نوعياً في وعي الأخطار ووعي كيفية مواجهتها ، ان لغتنا انما هي لغة الحوار ، ولكن ينبغي ان نكون على استعداد لمواجهة لغة القوة الغاشمة من اي مصدر أتت ، لذلك نحن بحاجة ماسة الى هدم أسس الفساد وكذلك الى بناء حضارتنا العادلة نحن لدينا نعمة عاشوراء ونميرها العذب نسقي به شبابنا من معارف القرآن والعترة ونروي به قلوبهم الظمأى، ونهديهم الى سبيل الرشاد، الحديث كثير وذو شجون ولكن يجب ان نتعلم من ثورة الامام الحسين (عليه السلام) أسمى قيم البطولة والشجاعة والتضحية والاباء وان نجعل عاشوراء مناراً لطريقنا ، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد 
وآل محمد.