العَطَشُ المُرُّ

ثقافة 2020/09/01
...

 رضا المحمداوي 
 
نهرٌ...
زَحَفَ عليهِ الرَمْلُ العنيدُ 
وَقَتَلَ أمواجَهُ العذبة 
موجةً ...
 بَعْدَ مَوْجَهْ 
ونهرٌ...
أصابَهُ مَرضُ الجفاف 
فأجهشَ يبكي مَجراهُ المُتَيَبّس 
بدَمْعَةٍ ...
إثرَ دَمْعَهْ
وبينهما مرارةٌ
تزيحُ حلاوةَ الفرح العراقي 
عن وجهِ الوطن اليتيم
وتلفحُ وجوهَنا بالأسى
وتذرُ ملحَ المآسي 
على جرحِ السنينْ
فهاتوا أيديكم 
أو خذوا بيدي
فأنا عاشقٌ هائمٌ 
أسيرُ على طريق الهُدى 
وحدي ...
ويتبعني ظلي
وبيدي الدليلْ 
قد أمضي في سفري الطويلْ 
ويأخذني هوايَ 
بعيداً عنكم 
أكثر مِمِّا يأخذُ مني الرحيلْ 
لكنَّني سأعودُ
أرسمُ بأصابعي 
سماءً للأحلام والطيور
وأمحو غيومَ الحربِ والفجيعة 
وألَّونُ الأفقَ البعيد
بالبياضِ والنقاء 
وأغمرُ تلكَ الأنهار بالمياه 
نهرٌ ...
يشيلُ إنحناءاتِ الجسور 
عن ظهر المدينة 
ونهرٌ ...
يقطعُ رأسَ الفتنةِ 
- التي دَبَّرَها الخليفةُ السكِّير -
إلى نصفينْ 
ونهرٌ ثالثٌ
يَمسَحُ العَطَشَ المُرَّ
عن شفاهِ الحُسينْ