بغداد/ سها الشيخلي
يعد مستشفى ابن رشد مع مستشفى الرشاد المتخصصين الوحيدين بالعلوم النفسية والعصبية والادمان في بغداد والمحافظات، فما احوجنا لمشاف اخرى ساندة لهما، زيارتنا لمستشفى ابن رشد اشرت لنا الكثير
الطب النفسي
التقت «الصباح» مدير المستشفى الدكتور اسامة عباس الساعدي (اختصاص الطب النفسي) حيث قال: «في الفترة الاخيرة اي منذ بداية جائحة كورونا صارت لدينا زيادة في اعداد المرضى وقد تكون الاسباب القلق من الاصابة بالمرض وقسم منهم زادت لديهم اعراض الوسواس القهري، وصار يعقم ما يشتريه اضافة الى الكثير من حالات (الذهانية) مع اصابتهم بالكورونا، ولاحظنا زيادة في الاعداد، اما الادمان فلم يرتبط جدا بهذا الموضوع بل زاد الوسواس والقلق، مبينا ان حالات كورونا لم تقصدنا، بل هناك امراض نفسية تردنا وعند الفحص نجد انه يعاني من كورونا ايضا فنقوم بعلاجه بشكل سريع وغالبا ما يستجيبون للعلاج السريع، اما الاعمار فهي مختلفة للكل، واصابة الاطفال بكورونا فهي خفيفة لا تتعدى ارتفاع درجة الحرارة ليوم او يومين ثم يتعافون واصحاب الامراض المزمنة عرضة للاصابة
لقلة مناعتهم».
حالات متعددة
تحدثت لـ»الصباح» من مستشفى ابن رشد الدكتورة الاخصائية بالطب النفسي رفيف فرحان علي فقالت: «الامراض النفسية نوعان الاولى عامة والثانية تخص الادمان، الامراض النفسية تتضمن الشيزوفرينيا، الفصام، الكآبة، الوسواس القهري والعقبات الناجمة عن الصدمات والحروب، والامراض الناجمة عن العنف الاسري للمرأة والرجل، ولكن الزيادة بالعنف تشهدها المرأة لكونها العنصر الضعيف بالمجتمع، فالمجتمع ذكوري وسلطته سائدة والنوع الثاني الادمان على تعاطي المشروبات الكحولية والحبوب المخدرة بانوعها، والمرضى المدمنون اغلبهم من الشباب اعمارهم تتراوح
بين 20 - 30 سنة».
أسباب أخرى
ولفتت الى ان اسباب الامراض النفسية متعددة، منها وراثية ونتيجة الصدمات والحوادث بصورة عامة ومنها اسباب غير معروفة وتتوقف على قابلية الجسم على التحمل، اما أعمار المصابين بمرضى الشيزوفرينيا تتراوح بين 20- 30 سنة وهناك من يصاب بهذا المرض متاخر بالنسبة للاعمار، حيث يصاب من هم باعمار 50- 60 سنة، اما الكآبة فتحدث باي عمر حتى بالاطفال، ولكن اعراض الكآبة لدى الاطفال تختلف عن الكبار لان الطفل عادة غيرقادر على ان يعبر عن نفسه، فتبرز على شكل عنف او عصبية بعكس البالغ يستطيع التعبير عن نفسه ومرض الوسواس القهري اغلبهم من النساء، بسبب الضغوط والحرص والمرأة عادة حساسة اكثر من الرجل، واغلب الامراض النفسية تصاب بها النساء نتيجة تقيدها من قبل المجتمع ووسيلة التعبير لديها قليلة تختلف عند الرجل، والكبت يولد
مشكلات نفسيَّة».
وتشير الى أنَّ الخوف من جائحة كورونا ولد وسواسا وقلقا نفسيا عاما لكل الفئات والاعمار، بل حتى الاطفال ولكن هذا ظرف طارئ. وأكدت الدكتورة أن «الإدمان له هو الاخر من اسباب عديدة منها الضغوط الاسرية والمجتمعية، وهناك بحوث تشير الى خلل في تركيب الدماغ، أما أنواع الإدمان فهي على المواد الكحولية والمنشطات والمواد المهدئة والاخرى الطيارة، التي تستنشق فهناك من يفضل استنشاق الصمغ، الاسبرت، الاسيتون، البنزين
ويعد تدخين السيكارة نوعاً من الادمان، كذلك الالعاب الالكترونية وزادت بعد الحظر الجزئي والكلي ومنها لعبة (البوبجي) التي شملت كل الفئات العمرية والاكثر لدى
الأطفال».
وأكدت «عدم وجود مستشفيات مماثلة لابن رشد في المحافظات، بل هناك قسم بسيط للامراض النفسية في كل مستشفى في المحافظات، وفي مستشفى الرشاد هناك قسم بسيط للامراض النفسية والرشاد مخصص للامراض الطويلة الامد، بينما ابن رشد للامراض الحادة والرقود البسيط الذي لا يتطلب شهوراً أو سنوات»، ولفتت الى «عدم وجود مصحات لا حكومية ولا اهلية، لعدم وجود تسهيلات بصورة عامة،
اضافة الى عدم وجود تخصيصات مالية وحتى لو طلب القطاع الخاص تأسيس مستشفى فهناك معوقات اولها الارض، ولدينا عيادات خاصة بالطب النفسي وكثيرة، اما وجود مستشفيين اثنين مخصصين بالطب النفسي فهما لا يستوعبان تزايد اعداد المرضى في البلد الذي يمر يشتى
انواع الأزمات».
الوصمة الاجتماعيَّة
واكدت ان المجتمع يرى المرض النفسي وصمة والمريض لا يراجع المستشفى الا بعد تفاقم حالته كما لا يراجع سوى ( المجنون) المستشفى المتخصص، وهذه المعاناة ليست محلية، بل عالمية والمريض يقصد الطبيب النفسي سرا، ولفتت الى ان الادمان قد ازداد بعد ظاهرة التفكك الاسري، ودور اصدقاء السوء يظهر هنا واضحا، والشباب ليس لديهم متنفس سوى اللجوء الى المخدرات، التي تقودهم الى الادمان، وعلى الاسرة ان تتابع الشاب، اين يذهب ومن هم اصدقاؤه وكذلك بالنسبة للشابات ايضا وهناك العنف الاسري وليست لدينا ايواءات خاصة بالمعنفات، فاذا ذهبت الزوجة لتشتكي وهذا ما يحدث نادرا فاين تذهب لحين النظر بشكواها ؟
وتبين ان في الدول المجاورة هناك مراكز خاصة بالعلاج النفسي بعيدا عن وجود طبيب، بل باحثون نفسيون ينظرون بالمشكلات الاجتماعية ويقدمون الحلول ولكننا نفتقد
مثل هذه المراكز.