الأربعاء المقبل.. العرب يبحثون إعادة سوريا للجامعة العربية

قضايا عربية ودولية 2019/01/07
...

دمشق / وكالات
أفاد مصدر في الجامعة العربية بتأجيل اجتماع التنسيق العربي على مستوى المندوبين حتى الـ9 من الشهر الجاري الذي كان منتظرا انعقاده منذ مدة.
وسينظر اجتماع المندوبين الدائمين في جملة من القضايا، بينها سبل إعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية إلى طبيعتها والتي جمدت في تشرين اول من عام 2011.
ورجحت مصادر لمجلة "الأهرام العربي" المصرية في وقت سابق أن يتخذ المجلس فور عقد جلسته الاربعاء المقبل قرارا يسمح بإعادة فتح سفارات الدول العربية في دمشق وإعادة فتح سفارات سوريا في العواصم العربية.
كما لفتت المصادر إلى وجود مجموعتين داخل الجامعة، الأولى تحث على اتخاذ قرار بإعادة سوريا إلى مقعدها الشاغر منذ 7 سنوات ، الأمر الذي يمهد بدوره لحضور الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية الاقتصادية في لبنان الشهر الجاري، ومن ثم القمة الدورية للجامعة في آذار القادم.
أما المجموعة الثانية، فتقترح أن يتم السماح في اجتماع المندوبين اليوم بعودة السفارات العربية والسفراء العرب لدمشق، وعودة السفراء السوريين إلى الدول العربية، وتأجيل البت في قرار عودة سوريا لمقعدها في الجامعة إلى القمة المقبلة، على أن يكون هذا القرار بيد الزعماء العرب في آذار المقبل. 
وأشارت المصادر إلى أنه "لم يستقر الجميع على موقف موحد حتى الآن، لكن المؤكد وفق جميع المصادر أن عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية صارت مسألة وقت في نهاية المطاف". 
وفي السياق نفسه  صرحت مصادر دبلوماسية لصحيفة "غارديان" بأن هناك إجماعا بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية البالغ عددها 22 دولة على ضرورة إعادة سوريا إلى الجامعة، على الرغم من أن الولايات المتحدة تضغط على الرياض والقاهرة لتأجيل الخطوة. 
أكد رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي، أن التراجع عن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، لن يأخذ وقتا طويلا، مشددا على أنه "لا تضامن عربيا بلا سوريا".
وفي تصريح لصحيفة "الوطن" السورية، قال عبد الهادي الذي يشارك في اجتماعات وفعاليات الجامعة العربية: " الكثير من الدول لا مانع لديها في ذلك، ونعتقد أن الأمور ستسير في هذا الاتجاه". الى ذلك أشار مركز أوراسيا للدراسات "كاتيخون" نقلا عن صحيفة "صنداي تلغراف" أن السفارة السعودية قد تعود إلى دمشق في وقت قريب، وذلك بعد تداول أنباء عن احتمال عودة العلاقات بين مختلف الدول العربية مع سوريا.
وكشفت الصحيفة البريطانية خلال مقابلتها لدبلوماسي بريطاني بارز في بيروت عن أن السفارة البريطانية بصدد فتح أبوابها في سوريا.
واعتبر الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته أن هناك تغييرات جوهرية بشأن سوريا بالرغم من الموقف البريطاني المعارض للرئيس السوري بشار الأسد والذي طالبه بالرحيل.
وفي الشأن نفسه ذكرت مصادر صحفية أن أربعة من العاملين في السفارة البريطانية لدى بيروت، قد حضروا إلى مقر السفارة البريطانية في دمشق، في إطار أعمال ترميم مبنى سفارتهم. 
وبحسب المصادر فان العمل سيكون في هذه المرحلة على إعادة ترميم السفارة لفتحها مجددا في وقت لاحق لم يتحدد بعد. 
ايجابيات جديدة
 
بدورها اعتبرت صحيفة "افتونبلادت" السويدية أن الانعطاف الحاد في الحرب السورية جعل دولا عربية تتناسى فجأة أنها كانت من أكبر الداعمين للمعارضة السورية وتباشر في تطبيع العلاقات مع الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح سوريا في استعادة العلاقات مع جيرانها، والعودة إلى جامعة الدول العربية، سيجعل غضب الاتحاد الأوروبي ينقلب عاجلا أم آجلا إلى تودد للأسد.
وذكّرت الصحيفة : "أخذت الرياح الجيوسياسية تهب الآن في الاتجاه الآخر  ويتوقع المراقبون حسب الصحيفة، أن تقفز عدة دول عربية أخرى لركوب "قطار التطبيع" المندفع، ويشيرون إلى أن من أسباب هذا الاندفاع، تزايد نفوذ إيران، والصراع بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى. وهناك سبب آخر لإحباط العديد من الدول العربية، إضافة إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب مؤخرا عن انسحاب الجيش الأميركي من سوريا.
ونقلت الصحيفة عن آرون لوند الخبير في سياسة الشرق الأوسط قوله: "إلى حد ما، لا تزال هناك بلدان تنظر بانتقاد إلى النظام في سوريا، لكن غالبيتها اقتنعت بالفعل، بأن الأسد فاز في الحرب ولا يعتزم مغادرة بلاده إلى أي مكان.  
وتعتبر الصحيفة، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق في كانون الاول، تعتبر إشارة واضحة على تراجع العزلة الإقليمية للأسد، فهذه الزيارة في غاية الأهمية، ناهيك عن عودة العلاقات التجارية بين سوريا والأردن واستئناف رحالات الطيران بين دمشق وتونس.
كما يعتقد الكثيرون حسب الصحيفة، أن دمشق ستعود قريبا إلى الجامعة العربية، وهو ما سيعدّ نجاحا هاما "للنظام" المنهك اقتصاديا بسبب الحرب والعقوبات الغربية.
وبالعودة إلى لوند، نقلت الصحيفة عنه قوله بهذا الصدد: "هذا مهم جدا من الناحية المعنوية بالنسبة لسوريا التي طالما اعتبرت نفسها دولة عربية.
وبالإضافة لذلك، سيسمح تطبيع العلاقات لحكومة الأسد بدفع عجلة الاقتصاد السوري وإذا ما نجح هذا التطبيع مع دول الشرق الأوسط، فإن أوروبا ستفعل الشيء نفسه في النهاية". 
 
تعزيزات عسكرية
 
من جانب آخر دفع الجيش السوري، امس الأحد، بحشود وتعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وكشفت مصادر عسكرية، عن أن قوات الجيش السوري أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة وبشكل مفاجئ إلى ريفي حماة وإدلب، مكونة من مدرعات ومدافع وحاملات جند، كما دفع بوحدات عسكرية من المنطقة الجنوبية باتجاه الشمال السوري.
وعن احتمال شن عمل عسكري قريب للجيش على جبهتي ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، أوضحت المصادر أن الجيش السوري يراقب التطورات الأخيرة في إدلب، حيث باتت التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) تسيطر على معظم مناطق ريفي إدلب وحماة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة التصعيد من قبل هذه المجموعات الإرهابية ومحاولاتها المستمرة لإحداث خروقات وشن اعتداءات على مواقع الجيش السوري وعلى البلدات والأحياء السكنية المجاورة والواقعة تحت سلطة الدولة السورية، الأمر الذي لم يعد من الممكن السكوت عنه.
وحول وضع الجبهات وجاهزية القوات، قالت المصادر: إن قوات الجيش السوري عززت تواجد قواتها على جبهات ريفي حماة وإدلب منذ عدة أشهر، واليوم تأتي هذه التعزيزات الجديدة تحسبا لأي تطور قد يحصل على هذه الجبهات في الأيام القليلة القادمة.
 
تحركات مشتركة
في الوقت نفسه أعلن مستشار الرئيس الأميريكي، جون بولتون،  أن "واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي في سوريا بدون التنسيق معها".
وقال بولتون، في تصريحات للصحفيين خلال زيارته لإسرائيل: "سنناقش الانسحاب من سوريا مع إسرائيل وتركيا خلال جولة إقليمية".
وشدد على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يتمسك بأن "الانسحاب الأميركي من سوريا لن يحدث دون اتفاق لحماية الأكراد". وأضاف أن "أميركا ستنسحب من سوريا، لكنها ستحمي قواتها خلال فترة الانسحاب".
وقال: "الولايات المتحدة ستجعل انسحابها من سوريا مرهونا بتطمينات تركية بشأن سلامة الأكراد وإنها ترغب أيضا في إجراءات لحماية القوات الأمريكية أثناء الانسحاب". 
ووصل جون بولتون إلى إسرائيل، أمس الاول السبت، لبحث القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية بالانسحاب من سوريا.