بأنغام موسيقية وطرب عراقي اصيل، تختتم نخبة من العوائل يومها بأمسيات بغدادية، تقام يوميا في عدد من مطاعم بغداد العائلية، التي تعد بمثابة سياحة غنائية تلجأ إليها العوائل بشرائحها المتنوعة، تستعيد من خلاله الموروث ورموزه.
وقال المطرب العراقي ستار ناجي عمران: "بات هذا المكان طقسا غنائيا يجمع العوائل، نستعيد من خلاله روح التراث ونستحضر المقام العراقي والريفي والبادية المصلاوية والكردية وحتى المربعات البغدادية الحاضرة في وجداننا، لاسيما اغاني السبعينيات" مضيفا: "احياء هذه الامسيات البغدادية دليل حب كبير لهذا اللون الغنائي، من قبل شباب وشابات" معبرا عن سعادته وهو يعزف ويطرب باغان غير متوقع طلبها من قبل بعض الشباب الحاضرين، "كالمجرشة، وفراكهم بجاني، وللناصرية، ووياك اروحن حبيبي وياك اروحن"، معتبرا هذا المكان متنفسا لعوائل بغدادية، بدأت تبحث عن تراثها ومقامها الاصيل، لاسيما وجود النساء بشكل ملفت: "الامر الذي جعل اصحاب المقاهي يخصصون يوما من كل اسبوع للنساء؛ اللواتي وصفن هذا اليوم بمنتدى المرأة المكبوتة؛ لما تعاني من ضغوطات الحياة اليومية، وفي هذه الفسحة تفرغ طاقتها السلبية".
ناجي اوضح: "حبنا للمقام العراقي وبقية الالوان، نابع من عراقيتنا التي تتجدد بمرور الزمن وترجع الى القاعدة الاساسية في الطرب" متمنيا من الشباب الذين يدرسون الغناء، ان يدركوا ان هذا الفن بمثابة مكتبة ثمينة يعودون اليها كل ما مر الزمان عليهم ويعيدون احياءها واحتفاء بروادها الذين تركوا كنزا ثمينا وهوية تعرف الشعوب بموسيقانا؛ لان ثقافة اجدادنا راسخة وتتجدد باستمرار".
والجدير بالذكر ان الامسيات تقدمها فرقة" انغام الرافدين" المتخصصة بالتراث والاشكال الغنائي العراقي المنبثقة من المقام مثل الأبوذية والعتابة وغيرها اخذت على عاتقها مهمة الحفاظ على هذا اللون ونشره في المحافل والمناسبات الوطنية والدينية والمشاركات الاحتفالية العربية والعالمية بمعية افرادها الخمسة وهم ستار ناجي عازف العود وقارئ مقام، طه غريب قارئ مقام وعازف آلة الجوزة ، صباح هاشم قارئ مقام وعازف آلة السنطور، محمد خليل ضارب الايقاع ، صباح كاظم ضارب الرق وثائر هربود عازف النقارة .