سبع قصائد

ثقافة 2020/09/04
...

أديب كمال الدين
 
أَثَرُ قصائدي
نامتْ على سريرِها الملآن بالأسرار،
ووضعتْ كتابَ شِعْري
على صدرِها المُثير
لكنّها وضعتْ على عينيها
نظّارةً كبيرةً سوداء.
فلم أعرفْ أثَرَ قصائدي فيها؛
أكانتْ تدعوها للجنون
أم للذهول
أم للبكاء؟
***
 
محكمة للحروف
لو كانتْ هناك محكمة للحروف
لاشتكيتُ حروفاً عشقتُها حدّ الجنون
فلم تأبهْ بي أبداً.
ولاشتكيتُ حروفاً هدّدتْني وطاردتْني
ليلَ نهار
حتّى ألقت القبض عليَّ،
فقبّلتْني وطعنتْني سِرّاً وجهراً
ثُمَّ هجرتْني ودَرْوَشتْني سِرّاً وجهراً
إلى أن مُتُّ أو شارفتُ على الموت.
***
 
مرآة العُري
على شاطئ البحرِ أقاموا معرضاً للمرايا.
فجاؤوا بآلافِ المرايا الصغيرةِ والكبيرة،
المُقعّرةِ والمُحدّبة،
المُضحكةِ والمُبكية،
القديمةِ والجديدة،
السّود والبِيض والزُّرق والخُّضر.
فلم تنلْ أيّ منِها اهتمامَ أحد
عدا مرآة تُظهرُ النّاسَ عُراةً
حتّى من ورقةِ التّوت. 
***
 
كلكامش يضحك
 
في كلِّ قصيدةِ حُبٍّ
لابدَّ للشاعرِ أن يقول:
كلّما تذكّرتُ اسمَ حبيبتي خَفَقَ قلبي.
هذا القولُ صارَ مُبتَذَلاً دونَ معنى،
حتّى أنَّ كلكامش قبلَ آلافِ السّنين
أدركَ الأمر،
فمسحَ اسمَ حبيبته
- وهوَ يضحكُ -
من ملحمتهِ الكُبرى! 
***
 
حين ينسى البحر نَفْسَه
في الليل
ينسى البحرُ نَفْسَه،
فَيَتسلّلُ إلى المدينةِ الكبيرةِ بهدوء.
أحياناً يتحدّثُ معَ الصّعاليك والمُشرّدين فيها
وأحياناً يمنحُ الشّعراءَ شهادةَ حُبّ
تسخرُ منها النّساءُ حدّ إطلاق القهقهات.
***
 
بكاء من طرف واحد
الشّعوبُ التي أدمنتْ عشْقَ الطُّغاة
أدمنتْ، كذلكَ، البكاءَ الحار،
كلّما سمعتْ أنَّ كلباً من كلابِ الطّاغية
قد نَفَقَ
أو دهستْهُ سيّارةٌ مُسِرعة.
***
 
قاتل مأجور
كلّ يومٍ ينمو حلمٌ جديدٌ في رأسي.
وحينَ عرفتُ أنَّ رأسي قد تحوّلَ 
إلى غابةٍ مُتشابكةٍ من الأحلام
تمنعني من النّومِ أو الضّحك
أو حتّى تنفّس الهواء،
اتصلتُ بقاتلٍ مأجور
ليقطعَ لي رأسي!