النقد المتجدد في فكر شجاع العاني

ثقافة 2020/09/04
...

بغداد: مآب عامر
 
يعدُّ كتاب “جموح النص وفروسية الناقد - شجاع مسلم العاني في مضامير النقد” للدكتورة نادية هناوي دراسة مثيرة لمواطن الشجاعة النقدية التي مارسها العاني لأكثر من خمسة عقود، إذ يترك للقارئ المتخصص صورة لخفايا العملية النقدية المتجددة من خلال تناول العديد من الموضوعات خلال فصوله مثل (استراتيجية التجديد النقدي في فكر الدكتور شجاع مسلم العاني، الشخصية النسوية في - كتاب المرأة في القصة العراقية، المقايسات النقدية بالاجتراح والتصنيع والتوليد، وكذلك تغلغل المحايثة النصية والمعاينة الاجتماعية في الرؤيا الانفتاحية للمتون النقدية، ومرجعيات الناقد البنيوي في العراق- الملامح 
والوجهات).
ففي مقالة “استراتيجية القراءة ومقوماتها النقدية” تشرع هناوي في تفصيل متنوع عن نظريات القراءة ونقد استجابة القارئ، وتقول إن (النقد عملية قرائية انجازية تقوم على معادلة جدلية أساساتها ثلاثة ناقد أدبي وخطاب مقروء ومتلقٍ قارئ. والقراءة الفاعلة هي التي تتواءم فيها هذه الأساسات تواؤما ذاتيا وموضوعيا ضمن آليات قرائية ذات مسارات مقننة تضمن للناقد أداء وظيفته المتمثلة في إفادة القارئ الذي هو دوما بحاجة إلى ناقد يكشف له خفايا النصوص ناهضا بالتأويل وباحثاً عن المجهول من دون إسراف ولا مبالغة وبلا تشاؤم أو غلو).
وتركز المؤلفة خلال صفحات الكتاب على مقالة للعاني حملت عنوان “الانتفاضة من الرواية العراقية.. وغرق الناقد السياسي” تقول في بعض منها، (ولعل المتابعين للشأن النقدي الروائي وفي مقدمتهم الدكتور شجاع مسلم العاني يدركون أن النمذجة الكتابية التي أتخذتها مسارات الرواية العراقية في ما بعد التغيير انحصرت في رواية الحرب ورواية الارهاب ورواية البحث عن الغائب ورواية الاشكال والتجريب والرواية النسائية.. وما عداها من نماذج روائية فموجودة ولكنها لا تشكل ظاهرة فنية).
في تتمة الكتاب الصادر حديثا عن دار الشؤون العامة وضمن سلسلة نقد، يبدو أن المؤلفة د.نادية هناوي قد استنتجت من خلال مواكبتها لكتابات الناقد الدكتور شجاع مسلم العاني (إنه ليس ناقدا فحسب، بل ومترجم حفلت تجربته الأدبية والنقدية بترجمة عدد من القصص المنشورة في المجلات، كما أن مرجعياته النقدية ليست مقطوعة الجذور عن التراث، كذلك فإن مقالاته المنشورة بين الأعوام 
(2000 - 2016) والتي تدور حول الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا تنماز بأنها تظل تحمل سمة الأكاديمية من ناحية التوثيق وموضوعية الآراء وجدة طرحها).
إلى جانب ذلك، تحدثت الدكتورة عن (تعامل العاني مع الأنموذج النقدي كمنهاج عمل وبرنامج إنتاج قرائي سواء في ما أعتمده من مناهج أو في ما طوعته له من مفاهيم محددة واصطلاحات ناجزة وما تداوله من معطيات وما قولبه من أساسيات إنتاجية وبانفتاح واتساع ومعاينة لم تعرف التضييق
الفكري).
ويذكر أن نادية هناوي حاصلة على دكتوراه في فلسفة اللغة العربية وآدابها، ولها العديد من الأعمال منها “القارئ في الخطاب النقدي العربي الحديث.. نجيب محفوظ أنموذجا”، و”مقاربات في تجنيس الشعر ونقد التفاعلية”، “تعدد القراءات الشعرية في النقد العربي القديم حتى نهاية القرن السابع للهجرة”، “السرد النسائي القصير.. مقاربة نقدية في مجموعتين قصصيتين”، تمظهرات النقد الثقافي وتمفصلاته.. قراءات تطبيقية”، “منازع التجريب السردي في روايات جهاد مجيد”. جاء الكتاب في (248) صفحة من القطع الكبير.