مرض الكبد الدهني غير الكحولي

من القضاء 2020/09/04
...

ترجمة: شيماء ميران
 
يشمل مصطلح الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) مجموعة من حالات الكبد المرضية التي تصيب الاشخاص الذين لا يتناولون الكحول اطلاقا او إلا ما ندر، فميزته الرئيسة تجمع كمية كبيرة من الدهون في الخلايا الكبدية.
 يمكن ان تتطور بعض الحالات الفردية للمرض الى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، الذي يتميز بالشراسة وقد يتطور الى تليف او فشل كبدي يشبه التليف الناتج عن أدمان الكحول.
 
الأعراض.. الأسباب
عادة لا تظهر علاماته واعراضه، وان ظهرت فتشمل الإعياء، ألم او ازعاج في الجزء العلوي الايمن من البطن.
وهناك اعراض محتملة منها انتفاخ البطن (الاستسقاء)، توسع الاوعية الدموية الواقعة تحت سطح الجلد مباشرة، تضخم الطحال، إحمرار باطن اليدين، وإصفرار الجلد والعينين، لذلك ينبغي مراجعة الطبيب.
 ولم يكتشف المختصون السبب الفعلي وراء تجمع الدهون في الكبد او سبب تطوره الى التهاب، ما يؤدي الى التليف الكبدي. 
ترتبط امراض الكبد والتهابه باعراض كزيادة الوزن او البدانة، مقاومة الانسولين اي عدم حصول خلايا الجسم على السكر، ارتفاع السكر بالدم كمؤشر لمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستويات الدهون في الدم وخصوصا الثلاثية، ويبدو انها تعمل على تعزيز ترسب الدهون في الكبد، التي تكون بمثابة السم للخلايا الكبدية وتسبب التهابات في الكبد وتراكم الانسجة المُندبة فيه. 
 
المضاعفات والوقاية
من المضاعفات الرئيسة للمرض التليف الكبدي وهو المرحلة الاخيرة من تندب الكبد، فبينما يحاول الكبد إيقاف الالتهاب يُنتج مناطق متليفة، وباستمرار الالتهاب ينتشر التليف ليغطي انسجة الكبد بالتدريج.
واذا لم يتوقف تطور التليف فيمكن ان يؤدي الى عدة مخاطر كتجمع السوائل في البطن، انتفاخ اوردة المريء ما يؤدي الى تمزقها او نزفها، الشعور بالارتباك والنعاس وتعثر الكلام ويُعرف بإعتلال الدماغ الكبدي، سرطان الكبد، الفشل الكبدي وتوقف وظائفه.
 
التشخيص والعلاج
لتقليل خطورة الاصابة بمرض (ـ NAFLD) يجب اتباع حمية غذائية صحية تعتمد على الفواكه والخضراوات والحبوب بانواعها والدهون الصحية، المحافظة على الوزن الصحي والقيام بالتمارين الرياضية في اغلب ايام الاسبوع.
ولعدم وجود اعراض للمرض فيمكن ان تُظهر نتائج الفحوصات الدورية وجود مشكلات في الكبد. ويمكن تشخيصه اذا بدا الكبد غير طبيعي في فحص السونار، او يكون تحليل انزيمات الكبد غير طبيعية.
ولتشخيصه بدقة تُجرى فحوصات الدم الشاملة كتحليل انزيمات ووظائف الكبد، فحص التهاب الكبد الفيروسي المزمن (A وC الخ) وامراض الاضطرابات الهضمية، قياس سكر الدم عند الصيام، تحليل هيموغلوبين A 1 C لمعرفة مدى استقرار مستوى السكر بالدم، قياس مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم.
إضافة الى فحص منطقة البطن بالسونار، او التصوير بالمفراس CT او الرنين المغناطيسي MRI. ورغم ان هذه التقنيات لا يمكنها ان تميز بين NAFLD و NASH لكن لا يزال من الممكن استخدامها.
كما يمكن استخدام تقنية Transient elastography لقياس تصلب الكبد، او اخذ تصوير مغناطيسي لمعرفة تصلب انسجة الجسم.
يلجأ الطبيب في بعض الاحيان الى أخذ عينة او خزعة من انسجة الكبد لفحصها مختبريا والبحث عن علامات الالتهاب او التندب، عن طريق إدخال إبرة عبر جدار البطن الى الكبد، ويناقش الطبيب مخاطرها وتفاصيلها مع المريض.
اول خطوة للعلاج هي اتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة، ويمكن اللجوء الى جراحة إنقاص الوزن اذا كان المريض بحاجة لفقدان كمية كبيرة من وزنه. اما بالنسبة للمصابين بالتليف بسبب التهاب الكبد الدهني غير الكحولي فربما يكون الخيار الامثل عملية زرع الكبد.
 
عن موقع Mayo clinic