رؤية في السياسة الخارجيَّة العراقيَّة

آراء 2020/09/04
...

  محمد كريم الخاقاني*
تسعى الدول في النظام الدولي الى تحقيق اهدافها وذلك عبر مجموعة من الوسائل في تعاملها مع محيطها الخارجي، فالسياسة الخارجية هي إمتداد للسياسة الداخلية، فهي تؤثر وتتأثر بتلك المتغيرات، ولكل سياسة خارجية ابعاد داخلية ولذا فهي ذات صلة وثيقة ببيئتها الداخلية، وهي علاقة تبادلية، اي بمعنى تؤثر فيها وتتأثر بها، وبما ان السياسة الخارجية انعكاس لرغبة الدولة في تحقيق اهدافها وبما يتفق 
مع تطلعاتها بمحيطها الخارجي وفي ضوء قدراتها التي تمتلكها، فإن هناك من يصفها بالجزء من نشاط الدولة الموجه للخارج، اي الذي يهتم بالمسائل التي تقع خارج حدودها، على عكس السياسة الداخلية، ولذا فهي تحرك خارجي تمارسه الدول لتحقيق اهدافها 
في محيطها الخارجي وتفاعلها مع غيرها وعبر وسائل تختلف من دولة الى أخرى، وبالمجمل 
يمكن القول، بإن السياسة الخارجية هي خطة تضعها الدول في داخل الحدود ليتم تنفيذها خارجها، وهو ما 
ينطبق على سياسة العراق الخارجية وتعمل على تحقيق الاهداف المرسومة في المحيط الخارجي، من عوامل نجاح السياسة الخارجية هي وحدة 
الصف الوطني التي تعطي دفعاً معنوياً ودعماً حقيقياً لتحقيق اهدافها، ولابد من توافر عوامل ضرورية منها، ما يتعلق بوجود وضع 
داخلي موحد، ويستند لنظام سياسي 
موحد وفاعل، فالوحدة الوطنية تعطي القوة في تنفيذ السياسة الخارجية والدفاع عن المصالح الوطنية وتجاوز الخلافات وحصول اتفاق المجتمع على خطوط عريضة لتحديد المصالح العليا التي يجب ان تكون 
اهدافاً لنشاط وحركة السياسة الخارجية والدفاع عنها، فضلاً اقتران السياسة الخارجية بالاستمرارية والمرونة عبر مواكبة التطورات في المجتمع الدولي إزاء اي قضية ، فيجب ان تنسجم مواقف السياسة الخارجية مع المنظور الستراتيجي لتنظيم العلاقات مع الدول المستمدة من مبادئ الدستور العراقي 
والتي تقوم على اساس الاحترام المتبادل واتباع سياسة سليمة وتبادل المصالح، وفي الوقت 
نفسه عدم الانعزال التام عن الغير. 
ونجمل أهداف السياسة الخارجية العراقية:
1 - تحقيق امن البلاد والحفاظ على وحدة الصف الوطني. 
2 - الحفاظ على سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية. 
3 - الدفاع عن النظام الديمقراطي 
4 - مكافحة الإرهاب وحماية مصالح العراق في الخارج. 
في ظل التحولات والتطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، يسعى العراق إلى انتهاج سياسة الحياد تجاه التنافس والصراع بين الدول والابتعاد عن سياسات المحاور، والعمل على صياغة سياسة خارجية تعتمد التعاون كاساس للانطلاق في إقامة العلاقات وصولا لتحقيق اهدافه العليا، فالسلوك السياسي الخارجي الفاعل يرتبط بقدرة صانع القرار العراقي في توظيف الموارد المتاحة امامه وعبر اعتماد سياسة الابواب المفتوحة في المحيطين الإقليمي والدولي وبما يحقق المصلحة الوطنية، إن علاقاتنا الدبلوماسية مع الدول تستند على اسس التعاون واحترام المصالح المتبادلة والعمل على رعايتها وفقاً لقواعد القانون الدولي والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما اكدته ستراتيجية وزارة الخارجية العراقية عبر توسيع مساحة العلاقات مع دول العالم ومشاركة المجتمع الدولي في عملية إعادة إعمار العراق وبناه التحتية وتطويرها، فضلاً عن تدعيم نشاط البعثات الدبلوماسية وتعزيز مصالح العراق والارتقاء بها.
* اكاديمي وباحث في الشأن السياسي