فرنسا المتفق عليها

آراء 2020/09/04
...

حسين علي الحمداني
زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للعراق تأتي كجزء مهم من الجهد الفرنسي في عموم منطقة الشرق الأوسط، خاصة انه وصل لبغداد قادماً من بيروت التي زارها وأكد ضرورة الإسراع في تشكيل حكومتها، مضافاً لذلك دور باريس في أزمة شرق المتوسط.
وبالنتيجة نجد أن دور فرنسا الجديد يجعلها تقترب أكثر من الشرق الأوسط الذي ظلت بعيدة عنه في العقود الماضية من جهة،ومن جهة ثانية تحاول باريس أن تأخذ دوراً مهماً يتمثل في نزع أزمات هذه المنطقة لأسباب عديدة، أولها ما يهم باريس من أن تأخذ شركاتها دورها 
في عمليات الاستثمار في أكثر من بلد من بلدان المنطقة ، وثانيا أن تنتهز فرصة مقبولية كل الأطراف في منطقة الشرق الأوسط لفرنسا، وثالثا وهو الأهم أن تضع حدا لما يمكن تسميته التمدد التركي شرق المتوسط من جانب ومن جانب آخر القصف شبه اليومي لشمال العراق من قبل القوات التركية وهو الأمر الذي اثاره العراق في الأيام الماضية، وبالتالي يمكننا القول إن زيارته لبغداد 
وجدت ترحيبا كبيرا من كل الأطراف السياسية التي وجدت في الزيارة ما يؤكد الدور الفرنسي الداعم للعراق خاصة إن ما قاله ماكرون في المؤتمر الصحفي في بغداد حول السيادة العراقية والتدخلات الخارجية وضرورة إنهاء ذلك، يتناغم مع ما تسعى إليه حكومة السيد الكاظمي التي سعت لبلورة ذلك من خلال زيارات رئيس الوزراء لكل من طهران وواشنطن 
وتأكيده على السيادة العراقية، مضافاً لذلك العديد من الإجراءات التي أقدمت عليها الحكومة في الحد من الفساد وهدر المال 
العام.
لهذا يمكننا القول إن باريس مؤهلة لأنْ تأخذ دوراً مهماً في تفكيك أزمات المنطقة، خصوصا إنها تحتفظ بعلاقات 
قوية مع دولها كافة بما فيها إيران، ومن جانب آخر مثلت هذه الزيارة تتويجا لزيارة سابقة لوزير الخارجية الفرنسية ووزيرة الجيوش في الشهر الماضي وهو ما يؤكد أن باريس تسهم إيجابيا في تخفيف حدة التوتر والصراعات وربما نجد مبادرة فرنسية تؤطر هذه الجهود الكبيرة التي تبذل على مختلف الجوانب.