«كوفيد - 19» بين الحقيقة والوهم

آراء 2020/09/05
...

عباس الصباغ
بعد مضي ما يقرب من سنة على انتشار «كوفيد - 19» في جميع انحاء العالم ومنه العراق ، صار واضحاً ان هذه الجائحة هي حقيقة ملموسة ثابتة لا جدال فيها ولا علاقة لها بنظرية المؤامرة والصراع الجرثومي بين الدول الكبرى التي تمتلك الامكانات العلمية المؤهلّة لشن هذه الحرب التي تكون سلاح دمار شامل مروّع ، ولكن شاءت الاقدار ان تكون تلك الدول المتقدمة ميدانا لانتشار هذه الجائحة حالها حال دول العالم الثالث، فيكون انتشار هذا الوباء قد عمّ جميع المعمورة بمن فيهم المتهمون ـ دائماً ـ بشن الحروب الجرثومية المتبادلة وايضا الدول التي لاحول ولا قوة لها وقد فنّد انتشار (كوفيد – 19) بهذا الشكل المريع فكرة نظرية المؤامرة. 
لحد هذه اللحظة التي يلجأ اليها البعض لتفسير المبهم من الامور التي يعجزون عن وضع تفسير لها، فتكون نظرية المؤامرة اسهل الحلول للتسقيط.
(كوفيد – 19) ما زال مرضا غامضا للجميع وكل مايقال عنه او يبثّ من معلومة او يشاع يبقى قيد الدرس ، فهو مرض جديد والمعلومات بشأنه قليلة جدا ، فكل ما يقال عنه او يشاع هو مجرد افتراضات ولاتوجد معلومات طبية او صحية تؤكدها ، فما زالت المختبرات العالمية تحاول ان تفكّ شيفرته لتضع ترياقا ناجعا له لتبدأ بعدها عملية التسويق التجاري لهذا الترياق الذي بقي اسير الشائعات والتكهنات والقيل والقال وصار مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية غير الرصينة لتبثّ سمومها مدعومة بالصور ومقاطع الفيديو المفبركة ومن جملة المغالطات التي رافقت (كوفيد – 19) التي لم يدعمها الدليل العلمي المؤكد تأثر الجائحة بالحرارة واحتمال انحساره مع قيظ الصيف الذي اثبت عكس ذلك او ان الفيروس يتلاعب بخارطته الجينية ويغيرها كل يوم.. الخ من هذه الافتراضات والتكهنات التي ينقصها الدليل العلمي الرصين، فضلا عمّا يبثه الاعلام غير الناضج من التوصل الى لقاح «فعال « سيأخذ طريقه الى الاسواق العالمية قريبا وحتى لحظة كتابة هذه الاسطر ويبقى كل ذلك في مجال القيل والقال وكثرة السؤال واطالة الجدال العقيم الذي مازال في مقتبل 
الطريق.