{السمكة المستشفى} تبحث عن زبائن في سوق الغزل

الصفحة الاخيرة 2020/09/05
...

 بغداد: كاظم لازم
 تصوير: خضير العتابي
يعد سوق الغزل، من أجمل المعالم التي تميز بغداد، بالحيوانات والطيور والأفاعي ومظاهر البيع والشراء للنوادر فيه صباح كل يوم جمعة، بدءاً من محال بيع الطيور النادرة والحيوانات الغريبة ومروراً بأفاع وببغاوات مدهشة النطق واسماك زينة في احواضها وصولا الى ديكة مقاتلة يقتنيها أصحاب المقاهي لمسابقات صراع الديكة برهاناته الشهيرة، التي اشتهر بها البغداديون خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
بسطت جائحة "كورونا" ظلالها على حركة البيع والشراء في السوق؛ ما أجبر الباعة على ترك المهنة.
قال بائع الافاعي السامة جبر عطوان: "شهدت الاشهر الاخيرة تراجعاً في حركة السوق، متوقفة عند اذان الظهر، الذي ينطلق من جامع الخلفاء، منبهاً أهل السوق وزبائنه الى ضرورة العودة الى البيوت" مؤكداً: "بالنسبة لمهنتي كبائع أفاعٍ سامة تصلني من الناصرية وحصراً من سيد دخيل".
واضاف: "يتسابق على شراء الافاعي طلبة كليات الصيدلة لإجراء بحوث على سمها المتميز عن الأنواع الأخرى؛ لأنها تعيش في المقابر وهي عطشى ليكون علاجها صعباً".
وشكا صاحب احواض السمك الصغيرة سلمان عويد: "تراجعت المبيعات واختفى الزبائن" متابعاً: "وصلتني قبل انتشار "كورونا" كمية من سمك الماريان، تسمى المستشفى، رغم صغر حجمها، تعالج الاسماك، كنت ابيع اكثر من ثلاثين سمكة صباح كل جمعة وفي الاشهر الاخيرة تراجعت اعداد الزبائن وظلت سمكة الماريان تبحث عمن يشتريها".
واشار بائع الببغاوات سعد نوشي الى أنَّ "الببغاوات تصل من أفريقيا عن طريق البصرة، وقل مشتروها لانتشار شائعة بأنها ناقلة لفيروس كورونا" عاتباً: "على أمانة بغداد، بايلاء السوق اهتماماً أكبر والتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار؛ باعتباره معلماً قديماً، فضلاً عن افتقاره للخدمات، وإجبار الباعة والزبائن على الكف عن العمل في الحادية عشرة ضحى".
أسس السوق الوالي العثماني سليمان الكبير "1797 – 1802" متخصصاً بتجارة الغزل فنسبت تسميته إليه.