القزويني في رباعيات العلامة الصدر

ثقافة 2020/09/06
...

بغداد: مآب عامر
 
يستعيد السيد حسين السيد محمد هادي الصدر من خلال الطبعة الأولى لكتابه “فيض المشاعر إلى الحبيب المسافر” ما عرفه عن شخصية الباحث الموسوعي الدكتور السيد جودت القزويني، والذي رحل في السابع من نيسان 2020، عبر رباعيات حزينة ومقالات عن ذكريات امتدت أواصرها العميقة بينهما منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي مروراً بسنوات الهجرة في دمشق وطهران 
ولندن.
تناول الصدر في صفحات هذا الكتاب العديد من القصائد الشعرية “الرباعيات” التي تطرح للقارئ محطات عدة من سيرة الراحل وتاريخه الفكري والمعرفي والثقافي، مثل “جودت وأشعار مقاتلة، نائبة النوائب، الزاهد الفريد، صروح الفكر، كان لي وطن، حبيب السمع والبصر، وشاحاه العلم والأدب، رمزية الدمع” وغير ذلك.
كما ويخصص المؤلف فصلاً بعنوان “أقيمت ولكن في القلوب المآتِم” يتحدث فيه عن الخطيب المفوّه الشاعر الأديب السيد حسن الخطيب الذي قام بتخميس القصيدة الخالدة للعلامة السيد حسين الصدر في رثاء القزويني، يقول في مطلعها: (قصيدة شعر أم دموع سواجم/ وتلك حروف أم لظى الجمر جاحم/ أبا صالح قلبي لفقدك واجم/ أُقيمت ولكن في القلوب المآتم/ وليل الجراحات الممضّة 
قاتم).
يطرح الصدر أيضاً في كتابه الذي تزامن اصداره مع ذكرى أربعينية القزويني مقالات وفصول أخرى عن حياته، ومن عناوين الفصول أيضا: (تاريخ وفاة الراحل الكبير السيد جودت القزويني، السيد صالح جودت القزويني، من الأرشيف). 
 وفي “حروف كتبتني” المقالة التي تحدث السيد فيها عن ذكريات جمعتهما، يقول في جزء منها: (إن صح أن تكتُبك الحروف قبل أن تكتبها في ساعات معينة من حياتك، وفي ظروف استثنائية خاصة، فإن حروف هذه الرسائل الملتاعة هي التي كتبتني قبل أن أكتبها..!!
لقد كان الرحيل المفاجئ للحبيب السيد جودت القزويني حدثاً لوّن حياتي بالشجن والمرارة وكسّر أسوار القدرة على الاصطبار.. وعند الله احتسب فجِيعتي بأخٍ كان مكانه مني مكان الروح من الجسد.. وصديق صادق في الاخاء والوفاء، يقطر نبلا ويفيض رقة وانسانية وحنانا، وصاحب أجد في مصاحبته الروح والراحة، فضلا عن الالتذاذ بنظراته ونفحاته وجميل تعليقاته وافاداته). 
أما عن مقالة “رباعيات العلامة الصدر في أحزان واحة الشعر” لعميد الدراسات في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن الدكتور ابراهيم العاتي فقد تناولت المعاني والصور والقضايا المبثوثة في رباعيات الصدر، نقرأ منها: (خلق الإنسان وهو أسير عالمين هما: عالم المشاعر والأحاسيس والموجودات المادية، وعالم الأفكار والمعقولات المجردة والقيم 
الروحية. 
ولعل أكثر المشكلات التي واجهها الانسان كانت نابعة من الانشداد إلى واحد من هذين العالمين دون الآخر، فإما أن يكون والحالة هذه ماديا حسيا منغمسا في الواقع المحسوس، ولا ينظر إلى أبعد من ذلك، فيلاحظ ما في الوجود والإنسان من تجليات روحية وإشراقات معرفية، تسمو على ما يشترك فيه مع الحيوان من صور مادية عبر عنها الشاعر في قوله - لسان الفتى نصف ونصف فؤاده/ فلم يبق إلا صورة اللحم والدم- أو يكون الإنسان منجذباً إلى عالم الروح والافكار المجردة، فينفصل عن الواقع المعاش الذي يشترك فيه مع الأغيار، والواقع هو محل التأثير ومحط التغيير). جاء الكتاب في (112) صفحة من القطع 
الكبير.