نيك مافي*
ترجمة: مي اسماعيل
يعتقد الخبراء أنهم اكتشفوا الموقع الذي رسم فيه الفنان الشهير "فنسنت فان كوخ" لوحة "جذور الاشجار-Tree Roots"؛ التي يُعتقد أنها اللوحة التي عمل عليها في اليوم الذي اصيب فيه بطلق ناري قاتل.
قبل مئة وثلاثين سنة، وتحديدا -يوم السابع والعشرين من تموز 1890؛ أُصيب فان كوخ بطلق ناري في صدره، ومات في فراشه بعد يومين، في بلدة أوفير سور واز. حتى اليوم جرى اعتبار موت الفنان على أنه انتحار؛ ولكن منذ ذلك اليوم الحالك في تاريخ الفن بحث العلماء وهواة الفن في سلسلة الاحداث التي وقعت يوم 27 تموز 1890، وقادت لذلك الطلق الناري المشؤوم. اليوم، وبسبب اكتشاف مفاجئ حققه باحث فرنسي قد يجري التوصل لكيفية قضاء فان كوخ لساعاته الأخيرة في الحياة. اكتشف "فوتر فان دير فين-Wouter van der Veen" مدير مؤسسة فان كوخ، الموقع الدقيق الذي رسم فيه الفنان لوحته الأخيرة "جذور الاشجار". وأقر متحف فان كوخ في أمستردام بأن الاكتشاف دقيق من الناحية الواقعية. وبتوفر هذه القطعة الحيوية من الاحجية؛ يمكن للخبراء يمكن للخبراء أن يفترضوا بشكل أفضل حقيقة أن فان كوخ (1853-1890) قضى اليوم كله في الرسم، مصورا سلسلة من جذور الأشجار على جانب الطريق.
وفقا لأبحاث "فان دير فين" رُسمت اللوحة في "شارع دوبيني-Rue Daubigny" على الطريق الرئيس الذي يمر عبر بلدة أوفير سور واز (32 كم شمال باريس). اليوم بات باستطاعة خبراء الفن والسياح زيارة موقع جذور وجذوع الأشجار العقدية الموجودة على طول الطريق؛ بل إنه يبعد 150 مترا فقط عن نزل "أوبيرج رافو" الذي قضى فيه فان كوخ الشهرين الأخيرين من حياته، ورقد فيه أخيرا ليموت.
انتحار أم قتل؟
لما يزيد على القرن دار جدال حول لوحة فان كوخ الأخيرة؛ ذلك أنه لم يضع تواريخ على لوحاته غالبا؛ هذا اذا وضعها أساسا! وقال البعض أنها ليست "جذور الاشجار" بل لوحة "حقل القمح والغربان" (1890). هذا الاعتقاد دعمه تحليل لوحة "حقل القمح والغربان" بأنها مقلقة وتنذر بالشؤم، لذا تتناسب بشكل جيد مع وصفها كنوع شعري من رسائل الانتحار؛ قبل أن يُنهي الفنان حياته مباشرة. ولكن بعد نشر كتاب "فان كوخ: الحياة" للمؤلفين "غريغوري وايت سميث" و"ستيفن نايفه" (وهو كتاب سيرة ذاتية معمق عن الفنان الهولندي) سادت فكرة أن فان كوخ لم يقتل نفسه؛ بل تعرض لاطلاق النار من قبل بعض المراهقين المشاغبين بعد مشاجرة للثمالى. وأضافت أبحاث "فان دير فين" بعض المصداقية لما جاء في الكتاب. لكن متحف فان كوخ ما زال متمسكا بنظرية أن موت الفنان كان انتحارا بلا جدال؛ كما يقول "لويس فان تيلبورغ" كبير أمناء متحف فان كوخ في أمستردام: "حاول فان كوخ الانتحار بالفعل، كما أوضحت الادلة القوية أنه عاش مع تلك الفكرة واحتمالية تنفيذها منذ قرر سنة 1889 أن يضع نفسه في مصحة نفسية". ولم يعلن المتحف حتى اليوم النية للحفاظ على جذور الأشجار المعنية بالبحث في بلدة أوفير سور واز.
*موقع "آركيتكتشورال دايجست"