الاستثمار الأميركي لأحداث أيلول

آراء 2020/09/12
...

حسين علي الحمداني
كلما تمر ذكرى 11 أيلول وهجوم القاعدة على برجي التجارة الدولية، أسال من الرابح ومن الخاسر؟ وفي كل مرة تكون هناك إجابات كثيرة تطرح من بينها أسئلة كثيرة أيضا،للوهلة الأولى وفي يوم 11 أيلول 2001 ربما كان هنالك الكثير من العرب والمسلمين مبتهج بهذا العمل تحت ضغط التعبئة المركزية ضد أميركا، من دون أ ن يعي هؤلاء أن أميركا ستستثمر هذا الحدث إلى أبعد الحدود وتجعل من الإسلام هدفا لها وهذا ما حدث بالفعل بعد أشهر قليلة عندما احتلت أميركا أفغانستان ورفعت شعار الحرب على الإرهاب، ومعه مقوله الرئيس بوش الابن (من لم يكن معنا فهو ضدنا)، وهذا ما جعل العالم بأسره ألا ما ندر يقف مع أميركا، التي وجدت في 11 أيلول فرصتها الكبيرة في التكشير على أنيابها ضد كل من تراه عدوا 
لها.
وهذا ما جعلها تستخدم مصطلح الإرهاب وفق مصالحها، وبالنتيجة وجدنا أن عالمنا العربي والإسلامي كان ضحية كبيرة جدا لجريمة ارتكبتها القاعدة واتخذت من الدين الإسلامي غطاءً لها لتشويه صورة الإسلام من جهة، ومن جهة ثانية لتوفير الغطاء لأميركا، لأن تنفذ ما تريده بحق الكثير من الدول الإسلامية وشعوبها.
ما بعد 11 أيلول حصلت كوارث كثيرة على يد أميركا وضحايا حروبها تجاوزت كثيرا ضحايا تفجيرات نيويورك في ذلك اليوم، أفغانستان كانت الأولى، تلاها العراق وإطلاق يد العصابات الإرهابية في التفجيرات اليومية ولسنوات عديدة، مضافا لذلك ان شبح الإرهاب شكل قطبا جديدا في المعادلات الدولية تخصص له الدول موازنات كبيرة وأسلحة متطورة كلها من انتاج المصانع
 الأميركية.
لقد نجحت أميركا على مدى عقدين من الزمن من الاستثمار في هذا اليوم، الذي كان البعض منا يتصور أن أميركا في طريقها للزوال أو الأقل الانكفاء، لكن عقليتها حولت ذلك لحائط مبكى بطريقتها الخاصة، وتمكنت من توظيف الإرهاب لمصالحها، ولا نبالغ إن قلنا إن القاعدة نفسها هي صناعة أميركية بحتة في لحظة تأسيسها ابان الغزو السوفيتي لأفغانستان.