نبات الشيح.. علاج محتمل لفيروس (كوفيد – 19)

من القضاء 2020/09/12
...

أنتاناناريفو: بي بي سي
 
جذبت مدغشقر الكثير من الاهتمام في نيسان الماضي، عندما أعلنت هذه الجزيرة الأفريقية أنها تستخدم نباتاً محلياً لمكافحة فيروس كورونا.
وقد روج رئيس البلاد آندري راجولين، لشراب يستخدم مستخلصات نبات الشيح (artemisia ).
إلا أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن لهذا النبات - الذي تستخدم مركبات مستخلصة منه في مكافحة مرض الملاريا - القدرة على مكافحة (كوفيد – 19)، بحسب منظمة الصحة العالمية.
أصل النبات
يعود أصل نبتة الشيح إلى قارة آسيا، لكنه ينمو في أجزاء أخرى كثيرة من العالم حيث تتوفر بيئة مشمسة ودافئة.
وقد استخدم في الطب التقليدي الصيني لأكثر من ألفي عام لعلاج عدد من الأمراض، بما في ذلك الملاريا، وكذلك لتخفيف الألم ومكافحة الحمى.
ويعرف باسم «جينغهاو» في الطب الصيني، ويطلق عليه أيضاً اسم الشيح الحلو أو الشيح السنوي. ويستخدم كعلاج بديل بل ويوضع في بعض المشروبات الكحولية أيضاً.
وقال رئيس مدغشقر راجولين في نيسان من هذا العام إن التجارب التي أجريت على شراب «كوفيد أورغانيك» الذي يستخدم مكونات مستخلصة من نبات الشيح، أظهرت فعاليته ضد المرض. وقد كرر هذا الزعم مؤخراً في أيلول الحالي أيضاً. لكنه لم يقدم أي دليل بشكل علني على ذلك.
كما أن التركيب الدقيق لهذا الشراب غير معروف، رغم قول الحكومة إن أكثر من 60 ٪ منه مشتق من نبات الشيح.
وبدأت مدينة مدغشقر في إنتاج كبسولات ومحلول يمكن حقنه أيضاً، وبدأت فعلياً بإجراء التجارب السريرية عليه.
كان العلماء الألمان والدنماركيون يختبرون مستخلصات من نباتات الشيح، والتي يقولون إنها أظهرت بعض الفعالية لمكافحة فيروس كورونا المستجد في بيئة مختبرية.
وكشف بحث - لم تتم مراجعته بشكل مستقل من قبل علماء آخرين - عن أن هذه المستخلصات أظهرت نشاطًا مضاداً للفيروسات عند استخدامها مع الإيثانول النقي أو الماء المقطر.
ويعمل هؤلاء الباحثون مع جامعة كنتاكي لإجراء تجارب سريرية على البشر في مرحلة ما.
وتجري الصين اختباراتها الخاصة، بناءً على الأدوية المستخدمة في الطب الصيني التقليدية التي تستخدم نبات الشيح الحولي أيضاً.
وقد أجرى علماء في جنوب إفريقيا اختبارات في المختبرات على نبات الشيح الحولي وأنواع أخرى من النبات - الشيح الأفريقي - من أجل التأكد من فعاليته ضد وباء (كوفيد – 19)، لكن لا توجد نتائج حتى الآن.
 
الصحة العالمية
تقول منظمة الصحة العالمية إنها لم تحصل على معلومات مفصلة عن اختبارات مدغشقر حتى الآن.
وقال جان بابتيست نيكيما، من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: إنَّ المنظمة قد تشارك لاحقاً في التجارب اعتماداً على المعلومات التي يحصلون عليها حول التجارب المبكرة.
وفي الوقت الحالي، تقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل على أن المنتجات المشتقة من الشيح تعمل على مكافحة هذا الفيروس.
ويضيف أن جميع النباتات الطبية «يجب اختبارها من حيث الفعالية والآثار الجانبية الضارة» من خلال إجراء تجارب سريرية صارمة.
 
كيف يستخدم؟
يُطلق على المكون الفعال الذي يستخلص من أوراق نبات الشيح المجففة اسم «أرتيميسينين» وقد أثبت فعاليته في مكافحة الملاريا.
وكانت للعلماء الصينيون الريادة في اكتشاف خصائصه عندما كانوا يبحثون عن علاج للملاريا في السبعينيات من القرن الماضي.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بالعلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين - والمعروفة باختصار بـ ACTs - لمكافحة الملاريا، وخاصة الأنواع المقاومة الآن للكلوروكين ، وهو أحد العلاجات الدوائية الرئيسة لهذا المرض.
وتحتوي مركبات الأرتيميسينين على مشتقات مادة الأرتيميسينين مع مواد أخرى، التي تعمل على تقليل عدد طفيليات الملاريا في الجسم.
وقد أشير إلى زيادة استخدام العلاجات القائمة على مادة الأرتيميسينين في البلدان الموبوءة بالملاريا بوصفها العامل الرئيس في المساعدة على تقليل عدد الوفيات الناجمة عن المرض بالعالم في السنوات 15 الماضية.
نظراً لأن مستخلصات «الأرتيميسينين الحولي» باتت تستخدم كعلاجات للملاريا، زاد استخدامها على نطاق أوسع وباتت تستخدم حتى في إنتاج أنواع من الشاي لأغراض طبية، وقد أثار ذلك قلقا من أن هذا الاستخدام غير المنظم قد يسمح لطفيل الملاريا بتطوير مقاومته لهذا النوع من الأدوية.
وثمة عدد من البلدان في جنوب شرق آسيا لوحظت فيها هذه المقاومة بالفعل.
ويقول جان بابتيست نيكيما، من منظمة الصحة العالمية: «نعلم أنه بمرور الوقت سيبدأ طفيلي الملاريا بالمقاومة، ولكن في هذه الفترة، يجب أن تكون المدة أطول قدر الإمكان».
ولا تشجع منظمة الصحة العالمية الآن على استخدام أنواع وأشكال مادة الأرتيمسينين غير المصدق على سلامتها واستخدامها خارج الصيدليات، خشية أن تؤدي إلى زيادة مقاومة طفيليات الملاريا.