ما أن يضع عمار مالك آخر لمساته على قطعة زي من تصميمه حتى يعلقها في مكان انيق متمعنا بأدق تفاصيلها ومحاولا استلهام افكار لتصاميم جديدة غالبا ما يتم فيها استثمار جماليات ازياء الماضي
والحاضر.
ويقول الشاب المولع بتصميم الأزياء: " أنا خريج كلية الزراعة، وقد ساعدتني دراستي كثيرا، فالزراعة والأزياء ترتبطان بالهندسة والجمال، وأنا خياط من العام 2004، وبدأت اصمم بنفسي الكثير من "الستايلات" الرجالية والنسائية، لاسيما من "الكلاسك القديم ". ويضيف مالك الذي يؤكد ان كل الملابس التي يرتديها من صنع يده: " أكثر الأمور التي تزعجني يسببها من يدعون الابداع في هذه المهنة، فتجد من يلقب نفسه بمصمم أزياء بينما الحقيقة هو انه يشتري قطع الملابس التركية الجاهزة ويعرضها من خلال جلسات تصوير مروجا لنفسه، ويستمر هذا الحال بغياب النقاد في هذا المجال " ومن التصاميم التي أنجزها مالك خلال هذه المدة مجموعة من "الستايلات" لزملائه واقربائه ولبعض زبائنه الجدد . ويقول علي فهد الذي يعشق الملابس "الكلاسك" : " أغلب ملابسي من تصميم عمار مالك وتتميز بأفكار رائعة وحديثة وبشغل متقن" ويمتلك عمار مالك محلا بسيطا لتجهيز طلبات الزبائن في منطقة العطيفية ببغداد، ويرى أن التفاوت كبير بين اليوم والأمس، مستذكراً زمن ستينات وسبعينات القرن الماضي، واصفا اياه بالزمن الذهبي على حد تعبيره، مشيراً إلى درجة الأناقة العالية التي كان يتميز بها الناس في ذلك الزمن كالموظفين وجمهور الملاعب الرياضية وحتى تلاميذ المدارس برغم الدخل المحدود لأغلب العراقيين. أما عن صعوبات العرض فيقول مالك:
" عروض الازياء مكلفة جدا وتحتاج الى مبالغ كبيرة تصل إلى أربعة ملايين وأكثر، وتتضمن حجز قاعة بفندق ودعوة بعض القنوات الفضائية لتغطية العرض والاستعانة بعشرة موديلات تقريباً ودفع تكاليف عملهم، وكذلك اختيار أقمشة قوية ومميزة ".