خطى اتحاد الأدباء والكتاب السريان أولى خطواته في التعافي الثقافي من فيروس كورونا الذي مازال العالم يوصل مكافحته، حيث افتتح مهرجان “برديصان” للشعر السرياني فعالياته من جديد.
وأقيم مهرجان “برديصان” على هامش دورته السادسة، صباح الجمعة 11 من أيلول الحالي في قاعة فرقة مسرح قره قوش في مدينة (بغديدا)، بحضور مشاركين من شعراء المهرجان فقط، وبأجواء لا تخل من إجراءات الوقائية والتباعد لضمان سلامة
المشاركين.
وكانت جميع الفعاليات الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق قد تحولت نشاطاته وندواته التفاعلية عبر منصة الواقع الافتراضي (فيسبوك) بسبب فيروس كورونا الذي أدى إلى إغلاق جميع مقراته في البلاد. وبرديصان اسم أحد الشعراء السريان الكبار المولود في العام 154 ميلادية، وكان له دور ريادي في تطوير الشعر السرياني، حين أخضع القصيدة السريانية إلى الوزن الكلاسيكي المحدد. ورغم أن فعاليات المهرجان الذي استمر ليوم واحد يفتقد جمهوره وضيوفه، إذ لا يزال الكثيرون يخشون انتقال العدوى رغم عودة الحياة، إلّا أنه يمثل فرصة لانتصار إرادة الأديب السرياني على الوباء لإبراز الإبداع والجمال والأمل، حسب كلمة الافتتاحية التي ألقاها رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان الاديب روند بولص. أما عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق الشاعر زهير بهنام بردى فقد تولى إلقاء كلمة أدباء العراق، كما شهد المهرجان برقية أدباء العراق ألقاها الشاعر نمرود قاشا، فضلاً عن مشاركة فرقة جوق مدرسة “مار افرام” السرياني بفعالية سريالية. ويتضمن برنامج المهرجان قراءات شعرية، ظهر فيها المشاركون ووجوههم مغطاة بالكمامات، علما أنها ليست مهمة سهلة مع قراءة قصيدة، والشعراء هم: (أمير بولص، زهير بردى، إبراهيم خضر، إبراهيم للو، بسمة الساعور، أثير نوح، عبد الله نوري، مناهل صليوا، جبو بهنام، ابراهيم كولان، كريم اينا، رمزي هرمز، صلاح سركيس).
كما ضيّف المهرجان مجموعة من شعراء المهجر شاركوا بالقراءات الشعرية عبر فيديوهات مسجلة، ومنهم: (بيداء هدايا من اميركا، الأب يعقوب الطحان من السويد، ميخائيل وردة من ألمانيا، متي اسماعيل من فرنسا). وقد تخللت فعاليات المهرجان أيضا محاضرة عن كتاب تحت عنوان (أنطولوجيا الشعر الرياضي من القرن التاسع عشر)، أدار جلستها الاعلامي بهنام شمني. وأوصى مشروع البيان الختامي للمهرجان في استمرار انطلاقه سنوياً، على أن تحمل كل دورة اسماً لشاعر سرياني، فضلا عن ادراجه تحت مظلة البرنامج الثقافي لوزارتي الثقافة في اربيل وبغداد.
كما أقر مشروع البيان الختامي ضرورة ترجمة نصوص المهرجان المشاركة إلى اللغات الوطنية وطبعها. ودعا البيان الذي قدمه كل من الدكتور نشأت مبارك وبالسريانية الشاعر صلاح الجميل إلى استحداث مديرية عامة للثقافة السريانية في وزارة الثقافة والسياحة والاثار على أن يكون مقرها الرئيس في بغديدا “قره قوش” عاصمة الثقافة السريانية.
كما وطالب مشروع البيان الختامي للمهرجان بتفعيل الهيئة العلمية السريانية في المجمع العلمي العراقي، وتأسيس الاكاديمية العلمية السريانية في اقليم
كردستان.