مهدي عباس يوثقُ البوسترَ السينمائي

الصفحة الاخيرة 2019/01/08
...

قحطان جاسم جواد
 صدر مؤخرا كتاب جديد للناقد والموثق مهدي عباس يوثق فيه جميع البوسترات السينمائية للافلام العراقية ويقع في 230 صفحة من القطع المتوسط،ويضم 240 بوسترا سينمائيا عراقيا. وقام بتصميم الكتاب حيدرغازي عباس.
منذ ان وعينا على دورالسينما والافلام كان يثير اهتمامنا البوستر السينمائي او مايسميه اخوتنا المصريون بالافيش السينمائي، وهو اول شيء يصافح نظرنا عند دخول السينما.
البوسترهو المؤشرعن الفيلم ومن خلاله تستطيع ان تتعرف على صانعي الفيلم من ممثلين وتقنيين .والعالم اليوم يهتم جدا بأرشفة البوسترات السينمائية، وظهرت  في هذا المجال عدة كتب ومجلدات عن البوسترات السينمائية  في عدة دول عربية منها في مصر ولبنان. وهوما  شجع موثق السينما العراقية مهدي عباس على اصدارهذا الكتاب المصور لكل بوسترات السينما العراقية للافلام الطويلة المنتجة بين عامي 1946 – 2018، ليكون مرجعا مصورا للسينما العراقية، التي دأبت منذ سنوات بجهود فردية على توثيق كل صغيرة وكبيرة فيها .
 يقول مؤلف الكتاب: " في طفولتي وحين دخلت اول فيلم سينمائي في حياتي جذبتني بوسترات الافلام، وكنت انظر اليها واتأمل بها، وبما انني كنت أحب الانكليزية، فكنت اقرأ اسماء الافلام الاجنبية والممثلين وحتى اسم المخرج، يومذاك كانت في مدينة بعقوبة داران للسينما هما النصر وديالى، والاخيرة كنت أحب ان اذهب اليها لأتفرج على البوسترات، حيث كانت أكثر سينما شاهدتها في حياتي، تعرض بوسترات على طول مكان السينما. وكان عقلي يتجول في كل اركان السينما متجولا بين البوسترات. ويواصل عباس "ذكرياته عن البوستر فيقول:
وأصبح عندي ولع بجمع البوسترات والاعلانات، وكان تبديل الافلام سابقا يتم كل يوم اثنين وكنت كل اثنين اشتري الصحف واقطع اعلانات الافلام وابوبها حسب الدول وحسب سنوات الإنتاج، كما كنت مولعا بالصحف والمجلات المصرية وكنت اشتري اعداد الاثنين من صحف "الاهرام" و"الاخبار" و"الجمهورية"، واقتطع منها اعلانات الافلام، وكذلك مجلات "الكواكب "و"الاستوديو" و"الصباح" وغيرها، الى جانب صحيفة "النهار" اللبنانية التي كانت تنشر كل اعلانات الافلام المعروضة في لبنان .وبحسب عباس، فإن "  البوسترات والا فيشات تنقسم  الى اربعة انواع هي: البوستر الاصلي للفيلم، و الاعلان المنشور في الصحف والمجلات، و الفولدر ( بريس بوك ) الخاص بالفيلم، فضلا عن    للوبي كارد وهي الاعلانات السميكة، التي تصنع من الكارتون وفيها صورة من الفيلم مع معلومات الفيلم، وجميعها تقدم معلومات عن الفيلم وصانعيه اضافة الى صورة او صور منه.
وقال صاحب "الدليل الشامل للفيلم الروائي العراقي" ان صناعة البوستر كانت تتم في القاهرة او بيروت، مؤكدا ان اول "شيت" مثلما يحلو للعراقيين تسميته، صنع في بغداد لفيلم "الظامئون"(1972) للمخرج محمد شكري جميل.  
المشكلة التي واجهت المؤلف هي عدم وجود اي جهة تحتفظ بهذه البوسترات. لذا استخدم كل علاقاته مع السينمائيين للحصول على بعض البوسترات. لكن تبقى حقيقة ان بعض الافلام لم تصنع لها بوسترات لاسباب عدة منها افلام انتجها تلفزيون العراق ولم يعمل لها بوسترات، او افلام لم تعرض لاسباب مختلفة،ولم تكن لها بوسترات .لذا كلف المؤلف عددا من الاصدقاء بعمل بوسترات لها مستعينا بصورمن الفيلم والمعلومات الخاصة بالفيلم !!!ويضيف الناقد مهدي عباس:
كما يقولون الشكوى لغير الله مذله لكنني عانيت ماعانيت، لكي تكون هناك بوسترات لكل الانتاج السينمائي العراقي، دون ان يفوتني ولو فيلم واحد، هل تتخيل ان مخرجا لايحتفظ ببوستر لفيلمه الوحيد وان ممثلا ليست لديه صورة من فيلم قام ببطولته ؟!!!.كما وجه الشكر والتقدير لمن قدم له العون كثيرا في رسم البوسترات وتصميمها، او زوده ببوسترات لافلام اخرى منهم، محمد ابراهيم ابيد، الناقد السينمائي بشتيوان عبدالله، المخرج الرائد ضياء البياتي، المخرج سعد نعمة، المخرج فلاح العزاوي، الاستاذ علاء رضا. ان ما قدمه هذا الكتاب يعد بمثابة وثيقة سينمائية جديدة تتحدث صوريا عن تاريخ السينما العراقية.وهو منجز غير اعتيادي، يضاف الى منجزات التوثيق التي قام بها المؤلف.