في كل شيء قد تعتمد استشارة احد ما الا في العطور، فهي تمثل شخصية الانسان وذوقه، وهي جزء من حياتنا اليوميه.. ما ان تدخل عالمها حتى تجدها مليئة بالاسراروالعطور يعود صناعتها الى العرب القدماء..حيث كانوا يستخرجونها من الزهور والاخشاب والتوابل والفواكه..بعدها اعتمدت موادها الاساسية من اسيا حيث تكثر انواع الاخشاب العطرة التي تسمى “العود”.
فضلا عن التركيز على المواد الطبيعية العطرية مثل الياسمين و زهور الليمون وخشب الصندل واوراق الاشجار والخزامي وجدور الزنجبيل وهي اغلى ثمنا من المواد المصنعة التي تشتهر بها اوروبا وتحديدا فرنسا”.
وفي سوق الكوت الكبير ومحاله التجارية تزدهر تجارة العطور ومنها المستوردة والمعبأة التي تخلط على يد بائعيها من اصحاب الخبرة ولها انواع تقسم الى عطور مركزة تدوم لساعات واخرى طيارة لا يتعدى تأثيرها ساعتين او ثلاث”.
ويقول علي محسن صاحب محل لبيع العطور المركزة ان” الكثير من الناس بات يفضل عطور التعبئة التي يقل ثمنها وتعلوا جودتها فهي تعتمد بالاساس على زيوت مستوردة من اوروبا واسيا ويتم التعامل معها وفق نسب معينة وحسب رغبة الزبون”.
وتابع” هنالك ايضا عطور مستوردة تأتي من دولة الامارات التي تعد سوقا رائجة لهذه الصناعة، وبعضها مستوردة من سنغافورة وهي مقلدة طبق الاصل..من حيث الشكل والنوعية لكن وفق درجات”.
واكمل” البعض يستخدم الغش التجاري في ايهام الناس على ان بضاعته اصلية وليست مقلدة والزبون لا يفرق بين الاصلي والمستنسخ كونه بات من الصعب التفريق لكننا كأصحاب خبرة لدينا معايير ثابتة لكشف حقيقة العطر”.
ولتتمكن من معرفة العطور الثابتة الاصلية من غيرها هنالك عدة طرق منها وجود علامات اسفل الزجاجة فتجد كلمة “perfume” التي تدل على تركيز العطر وثباتيته حيث يتراوح وقت بقائها من يوم الى عدة ايام وهي بالطبع غالية الثمن، اما كلمة Eau de perfume”” فتدل على ان نوعية العطر متوسطة التركيز والثباتية اذ تدوم لعدة ساعات.في حين العطور الخفيفة فيكتب عليها كلمة Eau de toilette وتدل على بساطة العطر ونسبة تركيزه
التي لا تتجاوز 15% وسعرها بسيط”.
ونظراً لاننا في فصل الشتاء فان لهذا الطقس البارد عطوره المحددة التي لا تسخدم في الصيف بسبب قوتها ودفئها وفي الغالب هي من المسك والتوابل والاخشاب”.
ويشير احمد الربيعي خبير عطور واسطي.. ان لكل عطر حكاية واسرارا وذكريات واوقات.. فهو عالم خاص مهما ابحرت فيه فانك لا تكتشفه.
ويضيف” لكل عطر قيمته..فالعلامات الاوروبية المعروفة هي بالاصل غالية الثمن ومعدة بشكل احترافي..وهي قليلة في السوق العراقية بشكل عام والواسطي بشكل خاص اذ ان اثمانها تتراوح من 100-200 دولار واكثر..لكن نحن نضعها في متناول اليد من خلال شراء المادة الاساسية للعطر وتركيبها يدويا..اما سعرها فلا يتجاوز 10 الاف دينار لسعة “50 مل” وكلما زاد التركيز ارتفعت قيمة العطر”.
وبين” في هذا الوقت يزيد الطلب على العطور الشتوية مثل توم فورد المعروف برائحته القوية المناسبة للاجواء الباردة وعطور الاعواد الشرقية والشوكولاتة والكراميل والفانيلا التي تستخدم من قبل النساء والرجال وتعطي شعوراً دافئاً وإحساساً عاليا بالثقة والراحة.كونها مركبة من البخور وخشب الصندل والعنبر”.
وتابع” ان الطلب في هذا الوقت يزداد ايضا على نوعيات معروفة مثل بلو شانيل ذلك العطر الرجولي المكون من الفاكهة الحمضية وحب الفلفل الزهري والياسمين وجوز الطيب.فضلا عن اترنال عود المستخلص من المسك الهندي ولوم ايديال وبلاك توتش وجنتلمان اونلي ورويال فينتاج وبولغاري مان”.
